عرفت مدينة البروج ليلة أمس الثلاثاء 9 شتنبر 2025 عملية نزوح العشرات من أفارقة جنوب الصحراء و عدد من المتشردين و المختلين من المدخل الجنوبي للمدينة من جهة الجماعة الترابية أولاد عامر .
و علمت ” أخبار سطات ” أن هؤلاء الوافدين الجدد على المدينة ، كانوا على متن حافلتين قادمتين في اتجاه مدينة قلعة السراغنة تم إنزالهم ليلا بالنفوذ الترابي لجماعة أولاد عامر التابعة لقيادة القراقرة أولاد عامر بدائرة البروج ، حسب ما تواتر من أنباء، كما تحدثت أنباء عن مرافقين أمنيين لهم و لم يتسن ل “أخبار سطات” التأكد من صحة هذه المعلومة ، وفور علمها بالواقعة تجندت عناصر الدرك الملكـــــي و السلطات المحلية وعناصر القوات المساعدة بالبروج في استنفار أمني، حيث أشرف قائد المركز الترابي للدرك و قائد الملحقة الإدارية الأولى على عملية البحث عن هؤلاء الأفارقة بأزقة المدينة و محاصرة مجموعات بالمدخل الجنوبي للمدينة من طرف قائد قيادة القراقرة اولاد عامر و اعوانه ، كما تم توقيف الحافلتين بالنفوذ الترابي لجماعة گيسر وأعطيت تعليمات بإرجاعهم إلى البروج لجمع الأفارقة وإبعادهم عن المدينة.
وقد خلفت هذه العملية موجة استياء في صفوف المتتبعين و أبناء المدينة ، وتسائلوا عن الجهة التي أعطت التعليمات بإبعاد أفارقة جنوب الصحراء و المتشردين والمختلين من المدن الكبرى و إجلاءهم بمدن الهامش و خلق متاعب للساكنة و السلطات المحلية و الأمنية في عملية الرصد و التتبع لسلوكات هؤلاء.
وقد أعادت هذه الواقعة التي تزامنت مع ما عرفته عدد من المدن المغربية مؤخرا من صدامات بين مهاجرين غير نظاميين ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، و الذين أصبحوا يتكتلون على شكل مجموعات ، النقاش حول تدبير ملف الهجرة و اللجوء في المغرب، و حول فعاليات السياسات المتبعة في هذا الشأن ، بعد أن اتضح أن عملية الإجلاء ليست حلا بالنظر إلى ما أصبح يحدثه هؤلاء الأفارقة و الجانحين منهم من صدامات وتهديد للأمن و الاستقرار المجتمعي .
السؤال المطروح هو هل أصبحت المدن الصغيرة بالهامش التي تعاني هشاشة في بنيتها التحتية والاقتصادية ملجأ لهؤلاء الأفارقة من جنوب الصحراء و المختلين والمتشردين و تهجيرهم قسرا إليها وإبعادهم عن المدن الكبرى التي تعرف حساسية اقتصادية و سياسية ؟ وهل فكرت الجهات التي أعطت مثل هذه التعليمات في العواقب التي قد تشكل خطرا و تهديدا امنيا حقيقيا لنسيج المجتمعات المحلية في هذه المدن الصغيرة؟