أضحت الوضعية الكارثية التي تعرفها المحطة الطرقيــــة بمدينة سطات كنقطة سوداء تساءل المسؤولين مركزيا و جهويا و إقليميا لفتح تحقيق فيما آلت إليه، حيث تحولت إلى نقطة في قلب المدينة طال بناياته الإهمال، و أصبحت مهجورة، و تحولت إلى مأوى للمشردين و المنحرفين، أصبحت بنياتها التحتية تعرف ضعفا ملحوظــا، ناهيك عن ضعف الخدمات المقدمة للمسافرين والمهنيين، و تراكم الأزبـــال بجنباتها والإزعاج، مما يساهم في تنامي الجرائم والمخاطر الأمنية، خاصة في الفترات الليلية، فالمتوجه للمحطة الطرقيـــــة سطات، تعتريه صدمة وهو يــرى حجم الفوضى الذي يعرفه هذا المرفق و قد تعرضت بنايته لعملية تخريب ممنهجــــــة، وعرفت اختلالات تعميرية مفضوحة، ونمت بها محلات تجارية كالفطر بشكل “عشوائي” في واضح النهار.
فالمتعارف عليه أن المحطات الطرقيـــة بجميع أنحاء المملكــــة توضع وفق تصميمات هندسية جميلة تعكس صورة المدينة لدى زائريـــها و تشكل إضافة في الرصيد الجمالي للمدينة لكونها نقطة جدب لزوار المدينة و العابرين منها إلى وجهات مختلفات، إلا عاصمة الشاوية تحولت فيها هذه المحطة إلى مرفق طاله الإهمال. حيث هجرتها الحافلات واتخذت منها أخرى مرآبا وباحة لصيانة اسطولها ، وأصبحت بعض جنباتها أطلالا، وتقادمت سبورة ضبط المواعيد ، وتوقفت ساعتها الحائطية، واكتفت بعض الحافلات بالاتجاهات قصيرة المسافة، كما امتلأت جوانبها بالدكاكين العشوائية، ومقاهي تعددت خدماتها، فحوّلها السكان إلى مكان للمرور، أو أخذ قسط من الراحة، في حين يرى فيها البعض موقعا استراتيجيا مهما.
و قد طالبت فعاليات من المدينة بتدخل المجلس الجماعي و باقي المتدخلين لإعادة الروح لهذه المحطة الطرقية.
الوضعية التي أضحى عليها هذا المرفق الهام والمفصلي في العملية التنموية لكل رقعة ترابية، تطرح مجموعة من التساؤلات. أبرزها هو أبسطها وهو من، أو ما هي الجهة أو الجهات المستفيدة من هذه الوضعية الكارثية للمحطة الطرقية لسطات؟ ولماذا هناك إصرار على تحويلها ل”محلات عشوائية” من الدكاكين والمقاهي، وفي نفس الوقت تجاهل وإهمال الدور الاجتماعي والاقتصادي لها؟ ولماذا، إن كنا نرى ضعف أو انعدام جدوى المحطة الطرقية، هناك حرص على إحداث محطة في طريق كيسر؟ ألا يمكن إعتبار هذا هدر للمال العام وجب استنفار المؤسسات الرقابية المعنية للتحقيق الجدي والعميق فيه؟
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=10139