أشرف “إبراهيم أبوزيد” عامل إقليم سطات والوفد الرسمي المرافق له مساء يوم الخميس الماضي، على افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لموسم الفروسية التقليدية لقبائل “لولاد – آمزاب” الذي تحتضنه الجماعة الحضرية لولاد .
هذا الملتقى السنوي الذي عرف النور سنة 2006 أضحى محطة بارزة لهواة فن الفنتازيا على المستوى الإقليمي والجهوي، حيث تميزت هذه التظاهرة التراثية بتقديم لوحات استعراضية لـ 17 سربة متمرسة في ميدان التبوريدة ، ولعل أبرزها فرقة “الشرفاء أولاد بوراية” التي تعرف إستعراضها تفاعل للجماهير المزابية بخيولها التي تمشي بأناقة وخيلاء وأسرجة مذهبة جذابة وفرسان بأزياء فريدة نالت إعجاب الجميع .
طبعا هي فرصة سنوية لإبراز مدى تعلق المنطقة بفن التبوريدة وأهمية الفرس في الأسر الولدية المزابية التي تعتبر هذا الأخير أساس الكرم ومصدر التلاحم والتضامن بين قبائل آمزاب ومسؤولية تاريخية حيال أجدادهم وأسلافهم في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي يحظى بأهمية خاصة لديهم لما له من آثر بالغ الأهمية على حياتهم اليومية.
إلا أن هذه الدورة عرفت سيلا من الانتقادات اللاذعة من قبل الجالية المقيمة بالخارج والفايسبوكين وبعض الفعاليات الجمعوية والحقوقية، انصبت على انفرادية اتخاذ قرار تنظيم موسم التبوريدة في فترة زمنية غير مواتية ، حيث تحول من دورة صيفية تخليدا لذكرى عيد العرش المجيد إلى دورة خريفية في الزمن الضائع بدون عنوان أو شعار أو مناسبة ، بعد انتهاء العطلة الصيفية ومستهل الدخول الإجتماعي ورحيل أفراد الجالية المقيمة بالخارج .
بالإضافة أن مكان التنظيم (محرك الفروسية) تم نصبه قبالة الثانوية التأهيلية مما جعل العملية التعليمية شبه مستحيلة ، كما أن طلقات البارود ظلت تفزع تلاميذ المدرسة الإبتدائية .
وعوض تطوير هذا الملتقى إلى مهرجان ثقافي إشعاعي جرى تقزيمه إلى موسم للتبوريدة الإستعراضية وإلغاء كل المظاهر الثقافية والإجتماعية والفلكورية والندوات الأدبية والعلمية والأنشطة الرياضية والفنية والتعريف بالمؤهلات الفلاحية والسياحية بمنتوجاتها التقليدية ، والإقتصار على ساحة التبوريدة التي يحتكر تنظيمها فصيل معين دون إشراك باقي فعاليات المجتمع .
وفيما يتعلق بالجانب المالي للتظاهرة التي تحظى بتمويل كبير لا ينعكس على مستوى التنظيم، تظل مزانيته من الأسرار التي يفرض عليها حصار شديد، حيث تصرف مبالغ هامة من ميزانية المال العام للجماعة، علما أن جمعيات من خارج الجماعة الحضرية لولاد تتلقى دعما مهما للإشراف على موسم التبوريدة ، بينما الجمعيات المحلية مقصية ومهمشة .
موسم التبوريدة بثلاثاء الأولاد أضحى مناسبة انتخابوية بإمتياز تنسج فيها التحالفات المستقبلية وتشتري فيها الولاءات وتستعرض فيها الخزانات الإنتخابية على موائد حفلات الشواء الفاخر المقامة على شرف الأتباع والموالين، ولائم لا نسمع عنها إلا في تاريخ العصور الغابرة ، وفي المقابل ترى المواطنين والمواطنات يعلو على محياهم البؤس والحسرة وتتربص بهم الفاقة.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=123
عذراً التعليقات مغلقة