تستمر معكم وبكم جريدة اخبار سطات سلسلتها حول مشاريع متوقفة بسطات لمحاولة فك طلاسمها وفهم مشاكلها، لعل وعسى تفك عقدها وتعرف اعادة الامل في احيائها.
في وسط مدينة، وبمحاذاة ساحة محمد الخامس تتواجد قيسارية الرجاء والشاوية التي هي في ملكية ورثة صاحبها الذين يتحصلون على ثمن اكرية محلاتها شهريا. هذه القيسارية محاطة بمجموعة من المحلات التجارية في ملكية اصحابها وهم في المجموع حوالي 17 محل تجاري كانت البلدية والسلطة قد بادرت بتشجيع اصحاب هذه المحلات لبناء شقق فوق محلاتهم لتساهم في جمالية الساحة الاهم بالمدينة.
كان هذا في بداية ثمانينيات القرن الماضي، اي ازيد من 42 عام عرف مسارات متعثرة سنلخصلها كما يلي. في البداية تم انشاء شركة تضم كل اصحاب المحلات التجارية، كل حسب مساحته، لتقوم الشركة بمباشرة البناء الذي نراه حاليا كخراب اصابه دمار. فتبدأ عملية البناء وتستمر لسنوات ثم تتوقف مع توقف مساهمات الشركاء. والحمد لله ان الساهرين على المشروع قامو بعملية حل الشركة، واتخاذ قرار ان كل مساهم، او ورثته، يسهر على اكمال بناء وتجهيز الشقة المذكورة.
الاشارة والتوضيح، فالمشروع تمت تجزئته الى اربعة اشطر، لكل منهم مدخل خاص باستثناء الجزء الثالث الذي يتواجد مدخله داخل القيسارية. مالكة هذه الاخيرة رفضت بشكل قطعي السماح باستعمال القيسارية للدخول للشقق في الجزء المذكور ؟؟!!! هنا توقف ثان
اما التوقف الآخر فهو تشتت اصحاب هذه الشقق من حيث العمر والاجيال، ثم من حيث المداخل المؤدية للشقق والتي توجد في محل معين واحد لكل جزء؟؟؟ لكن على الرغم من كل هته المعيقات النفسية، فان المشروع اضحى اكثر ربحا ومردودية، كما أنه يسيء للمنظر العام بوسط المدينة، ما يستدعي استحضار المصلحة العامة للمدينة وفرض اجتماع مع اصحاب المحلات وذوي الحقوق بمبادرة من المجلس، او من السلطة وبحضور كافة الاطراف والادارات من محافظة عقارية ومهندسين والادارات المعنية لفض كل العقبات، وحل مشكل لا يتطلب اي ميزانية او اعتمادات بقدر ما يتطلب توفر روح الوطنية لدى مسؤولي المدينة الذين يمرون امام هذا الدمار صباح مساء ولا يكترثون كما لو ان الامر لا يعنيهم!!!! وهذا ما سبق لمولانا المنصور بالله جلالة الملك محمد السادس قد اشار إليه في خطاب الذكرى 18 لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين :
“أنا لا أفهم كيف يستطيع أي مسؤول ، لا يقوم بواجبه، أن يخرج من بيته، ويستقل سيارته، ويقف في الضوء الأحمر، وينظر إلى الناس، دون خجل ولا حياء، وهو يعلم بأنهم يعفون بانه ليس له ضمير .
ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم، رغم أنهم يؤدون القسم أمام الله، والوطن، والملك، ولا يقومون بواجبهم؟ ألا يجدر أن تتم محاسبة أو إقالة أي مسؤول، إذا ثبت في حقه تقصير أو إخلال في النهوض بمهامه؟” انتهى المنطوق الملكي السامي
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=7410