في مستهل السنة الحالية، ترأس جلالة الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل تم تخصيصها لإشكالية الماء. وأعقب هذه الجلسة الهامة والاستباقية، بلاغ للديوان الملكي من بين ما جاء فيه، نذكر : “… وبهذا الخصوص، دعا جلالة الملك الحكومة إلى اعتماد تواصل شفاف ومنتظم تجاه المواطنين حول تطورات الوضعية المائية والتدابير الاستعجالية التي سيتم تفعيلها، مع تعزيز توعية العموم بأهمية الاقتصاد في استهلاك الماء ومحاربة جميع أشكال تبذير هذه المادة الحيوية واستخداماتها غير المسؤولة.”
بسطات، حبانا الله بمسؤولين ينطبق عليهم مقولة صمت القبور، فمنذ الساعات الاولى لأزمة تدبير الماء بالمدينة، والساكنة والاعلام، وحتى المؤسسات المنتخبة، تجد نفسها بدون أجوبة ولا تصاريح أو بلاغات عن حالة وجودة الماء من جهة، وعن انتظام توزيعه من جهة ثانية. فلسان حال مسؤولي سطات المعنيين، يقول لنا أنهم غير معنيين ببلاغ الديوان الملكي؟
مجموعة من مصالح الدولة واداراتها بسطات، وعلى رأسهم راديك، يتكلفون بمسؤولية قطاع الماء بالاقليم، ويتقاضون أجورهم من ميزانية الدولة للقيام بمهام محددة بحد أدنى من الجودة، دون الحديث عن الواجبات الشهرية والانخراطات في هذه الخدمات المعلولة؟ لكن دون أي مفعول.
تعيش ساكنة سطات انقطاعات يومية في الليل بشكل اعتباطي، حيث يمكن ان يقطع الماء قبل منتصف الليل، أو في الواحدة صباحا أو حتى الثانية صباحا على أقصى تقدير، ليعاد للزبناء صباح اليوم الموالي، أي السابعة صباحا أو الثامنة، أو حتى التاسعة أو أكثر. انقطاع عشوائي ودون سابق إنذار. كأن إدارة راديك لا يعنيها بلاغ الديوان الملكي، ولا يهمها التواصل مع الزبناء، ولا يهددها الامن المائي. فراديك سطات تقطع الماء وتعيده وفق اجندة لا تعلمها إلا هي.
هذه الانقطاعات جعلت كل ساكنة سطات من تلاميذ وعمال وموظفين، قد يذهبون لعملهم ودراستهم دون الاستفادة من فوائد الماء في غسل الوجه والوضوء لصلاة الفجر، و تحضير الافطار، دون الحديث عن الماء الشروب واتخاذ دوش الصباح لانه أضحى ترف لا يقدر عليه ساكنة سطات صباحا، وحتى ليلا ان تأخروا..
الماء الشروب هو من الاختصاصات الذاتية للجماعة الترابية، وأجوبة المدير في دورة ماي الاخيرة كانت غير كافية للساكنة، الامر الذي يفرض عقد دورة استثنائية تخصص لمشاكل تزويد ساكنة المدينة بالماء للحيز الكافي بحضور كل المتدخلين من وكالة ومكتب ومديرية اقليمية. فإن عجزوا كلهم عن التواصل مع الساكنة بتلقائية، فدور المؤسسة المنتخبة أن تفرض عليهم هذا النوع من التواصل أمام الجميع، خصوصا وأننا مقبلون على عيد الأضحى المبارك مع ما يمكن ان يشكله غياب أو نقصان الماء في هذه المناسبة السعيدة.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=9039