تنشر أخبار سطات رسالة يتم تداولها عبر تطبيقات التواصل الفوري بسطات، هذا نصها بكل أمانة:
“سوف أخاطبك بجرأة غير مألوفة لديك وبصراحة مؤلمة وجارحة،لكنها من القلب إلى القلب،سأنزع قبعة الصحفي، وأزيحك عن كرسي العامل مؤقتا،وأتكلم معك كأخ لأخيه أوصديق لصديقه. أعرف أنك تمتلك خبرة وذكاء وتجربة، فلولا ذلك لما عينك جلالة الملك على رأس السلطة الترابية بسطات،وأعرف كذلك أن أصولك متجذرة وضاربة في الثقافة والعلم.
لما وصلت إلى مدينة سطات كعامل بها منذ ثمان سنوات خلت ، حاولت بحماس وضع استراتيجية العمل حسب منظورك أنت،لكنك نسيت تنظيف محيطك الداخلي الذي يعج اختلالات جمة،تغذيها خلايا نائمة في الغرف المظلمة لبعض الجماعات وبعض المصالح الخارجية، وكثير من اللوبيات المتعددة الوجوه.
إنها طفيليات تتغذى وتقتات من سكونك ولامبالاتك،
وتستغل انشغالاتك واهتماماتك الأخرى.كان خطأ فادحا. حياد غير مبرر اسي ابراهيم،يتيح الفرصة لأصحاب النيات السيئة والمغرضة، التي لها امتداد عبثي منذ زمن بعيد بالإقليم، لتعيت فسادا ،أنهك عجلة التنمية وأفقدها توازنها،لتصل المدينة إلى هذه الحالة. لا أعرف سبب ذلك ولاسبب عدم تدخلك لتمزيق هذه الجيوب ،هل هو استسلامك،أم عدم قدرتك على فعل ذلك،أم ماذا؟
لقد منحك دستور المملكة صلاحيات واسعة لتأطير كل هذا.ترجل أخي عن صهوة جوادك وتجول بين أزقتنا ودروبنا،وعش بيننا،ولو لفترة، لترى عجبا . ترى حفرا تتوسط شوارعنا ، وملكا عموميا حرمنا منه ،مسلوبا منا، وازبالا مرمية هنا وهناك أتعبت أنوفنا، ألم تصل رائحة السمك القادم من الحي الصناعي. وسيفاجئك بناء عشوائي، تجاهله قيادك وأعوان سلطتك،ولاتنسى القيام بزيارة المستشفى الإقليمي الحسن الثاني، لترى بأم عينيك طوابير المرضى تنتظرطبيبا أو طبيبة لم يأت ولن يأت، لأنه متواجد بإحدى المصحات الخاصة ،
ومرتفقين تعطل السكانير فجأة في وجوههم،ومرضى اضطرت عائلاتهم إلى نقلهم إلى المصحات الخاصة ،رغم ضيق الحال،ليجدوا أنفسهم تحت رحمة الشناقة من سائقي سيارات الإسعاف وغيرهم من المتربصين بضحاياهم من المرضى ،الوسطاء الذين ينتشرون بالمستشفى ومحيطه. ودواء اختفى بقدرة قادر.
حتى قسم تصفية الدم الذي أشرفت على تدشينه، تعطلت بعض أجهزته خلال وقت وجيز.كان عليك المتابعة.
قد لاتصلك هذه الأشياء ،وأن التقارير التي ترسل إليك، تفتقد إلى المصداقية. لكن كان عليك وضع أناس بمحيطك ينقلون لك كل شادة وفادة بأمانة.
هذه الأعطاب تربك حسابات ساكنة مدينة سطات وتدخلهم في مدارات الشك. وضعت نفسك اسي ابراهيم في زاوية مغلقة ،محاطا بموظفين غير ذي ثقة.
كنا نعقد عليك الأمل لتسوية ملفات النقط السوداء الموجودة وسط سطات،المتمثلة في بنايات لم تكتمل كالمسرح وغيره.كما ظل مشكل الوداديات والتعاونيات السكنية رهين ردهات المحاكم. ألا ترى أن حملات تحرير الملك العمومي معطوبة ،ممزوجة بالبوز والإشهار فقط. أعوان السلطة في واد وانتظارات الساكنة في واد أخر. التسويف يضرب الإدارات في مقتل، وسياسة باك صاحبي.لاتنتظر من بعض الصوحافة نقل كل شيء،لإن البعض منهم يحبذ التنقل إلى بعض الجماعات القروية لازدراد الحلوى والاستمتاع بالمشوي والمحمر والمجمر.
وبما أن الثقافة تعد المنظار الذي ننظر منه لمعرفة خصوصيات المنطقة،لم تعطها أي اهتمام، واكتفيت بالغياب عن حفلات الافتتاح لمهرجانات لها قيمها الفكرية في الموسيقى والسينما والتشكيل والمسرح وغيرها.كان عليك تشجيع منظميها معنويا وماديا.ظلوا تحت رحمة المجالس المنتخبة.
هذا فيض من غيض اسي أبو زيد.
ترجل معانا..
حسن حليم
مواطن سطاتي
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=9949