لم يكن يعتقد سكان عاصمة الشاوية أنه سيصل اليوم الذي تتحول فيه قطرة ماء الى محنة و هاجس يومي ، وتدخل الساكنة في متاهة رحلة البحث عن قطرة ماء تروي الضمأ في عهد كثر فيه الحديث عن الحث على التيمم في البلاغات اليتيمة لمسؤولي تدبير هذه المادة الحيوية، في غياب استراتيجيات تواصل فعالة و بناءة مع الساكنة، و إخبارها بتوقيت انقطاع الماء ومدته ووقت عودته للمنازل بشكل كافي ، حتى تتمكن الساكنة من أخذ احتياطاتها للتخفيف من وطأة انقطاع الماء الشروب عن مساكنها.
عملية الانقطاع المتكرر للماء طيلة ثلاثة أيام بعدة أحياء بمدينة سطات و الذي خلف موجة استياء عارمة في ظل استمرار الوضع .
اليوم الخميس 8 فبراير الجاري رافقه انقطاع متكرر للماء الشروب بشكل فجائي و متكرر دون إشعار مسبق للجهة الوصية على تدبير القطاع.
و قد كانت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء الشاوية بمدينة سطات، قد أعلنت في وقت جد متأخر عن قطع الماء الشروب بعدة نقط دون الإشارة إلى عودة المياه الى الصنابير .وهو ما يطرح السؤال العريض لماذا سطات مرة اخرى دون باقي مدن المملكة ؟ هل عملية الترشيد كتب على عاصمة الشاوية ان تكون فضاء للتجارب فيها دون غيرها من المدن ؟
هذه الخطوة التي تم اعتمادها بسطات دون باقي مدن المملكة في ضرب صارخ لمقتضيات الدستور ، فالفصل 40 منه يؤكد أنه “على الجميع أن يتحمل، بصفة تضامنية، وبشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها، التكاليف التي تتطلبها تنمية البلاد، وكذا تلك الناتجة عن الأعباء الناجمة عن الآفات والكوارث الطبيعية التي تصيب البلاد ” .
تزويد المدينة بالماء من الثامنة صباحا إلى الواحدة بعد الزوال يطرح كذلك تساؤلات عن العبقرية الثاقبة للمسؤول الذي اختار هذا التوقيت؟
و استئناف التزود بالماء بضغط الطلب المرتفع الذي سيجعل الصبيب منخفض في بعض الاحياء إلى درجة الانقطاع في أحياء متواجدة في المرتفعات مثل مجمع الخير ومفتاح الخير والأحياء المتواجدة بطريق ابن أحمد… و غيرها من الأحياء .
هل تم التفكير في الآثار الجانبية لهذا القرار الانفرادي الماس بكرامة ساكنة المدينة، و الآثار الصحية و البيئية له على الساكنة خصوصا الأطفال والمسنين.
الخطير في الأمر أن الكثير من الشقق، خصوصا تلك المتواجدة في الطابق الثاني فما فوق، أصبحت الماء فيها شبيه بعملية التقطير التي تعرفها المختبرات … وهو الأمر الذي جعل قاطني هذه الدور يعيشون أزمة مضاعفة.
فهل ستتحرك السلطات المختصة لحث مكتب الحافيظي على إيجاد حل جدري لما يحدث بعاصمة الشاوية ؟ فعملية الترشيد هي الدعوة الى نهج سياسات مائية رشيدة بعيدا عن التدبير العشوائي للمياه، سيما فيما يتعلق بالمنتوجات الفلاحية المتطلبة لكميات كبيرة من الماء والموجهة نحو التصدير، وكذلك بالسياحة المائية التي تستنزف الماء الشروب و ليس قطع الماء عن الساكنة ، فالغضب بلغ منتهاه و الجهات المفروض فيها الترافع عن الساكنة في هذا الظرف العصيب يغطون في سبات عميق و لا حياة لمن تنادي …
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=8682