نهاية الموسم سيرحل القائد فيليب لام عن بايرن ميونيخ، ولن يبقى من الشخصيات القيادية في الفريق، المرتبطة ببافاريا منذ الصغر سوى توماس مولر.
والأغلب أنه لن يخلف لام في القيادة، ورغم ذلك يريد أن يبقى مؤثرا في زملائه دوما.
وفي عصر يوم السبت 20 ماي، وعلى ملعب أليانز أرينا، يستقبل بايرن ميونيخ ضيفه فرايبورغ في ختام مباريات الفريق البافاري بالدوري الألماني لهذا الموسم، والذي فاز به بايرن قبل ثلاث جولات من النهاية.
وستكون تلك المباراة هي الأخيرة لفيليب لام، قائد بايرن، الذي أعلن أنه سيعتزل نهاية الموسم. وعندما ينهي لام (33 عاما) مسيرته كلاعب، “سيكون توماس مولر هو آخر بافاري أصلي من الباقين في النادي، الذي يحمل اسم الولاية الحرة، بايرن”، حسب ما كتب ماكسميليان كوخ الصحفي المتخصص في شؤون بايرن ميونيخ بجريدة “آبند تسايتونغ”.
دائما وأبدا كان مولر (27 عاما) شخصا مميزا؛ لكنه بعد اعتزال لام سيصبح “فريدا من جنسه”، يقول كوخ.
فقد ولد توماس مولر في منطقة بافاريا العليا ويلعب في بايرن منذ كان ناشئا، وقال في حديث مع صحيفة “آبند تسايتونغ” بميونيخ إنه عموما أمر جميل أن يكون هنا لاعبون محليون (من بايرن) “لكن الأهم هو أن نُظهر أداء كرويا جميلا، بصرف النظر عن البيئة الثقافية التي كبر فيها الشخص.
نوير أصبح بافاريا
عِشْقُ بايرن ميونيخ كفريق لكرة القدم ينبع لدى كثيرين من عشقهم لولاية بافاريا، التي تعد حالة خاصة في جمهورية ألمانيا الاتحادية.
وهناك من بين جماهير بايرن والشخصيات السابقة في النادي من لا يعجبه التطورات، التي حدثت في السنوات الأخيرة.
ويرى المدرب السابق يوب هاينكس، الذي فاز مع بايرن بالثلاثية عام 2013 أنه على المدى المتوسط لابد من عودة لاعبين لديهم شخصية القدوة ليسعوا للحفاظ على الهوية (البافارية).
وتابع في حديث مع “آبندتسايتونغ”: “هذا يمتد كخيط مشترك عبر تاريخ نادي بايرن ميونيخ.”
وقد ذكر هاينكس آنذاك أربعة أسماء للاعبين “فريدين”، حسب وصفه، للقيام بهذا الدور وهم: مولر ولام وشفاينشتايغر إضافة إلى مانويل نوير.
ويقول ماكسميليان كوخ إنه لن يبق مع بايرن من هؤلاء بداية من هذا الصيف سوى اثنان. توماس مولر، ابن بافاريا ومانويل نوير، الذي ولد وكبر في غيلزنكيرشن، بولاية شمال الراين فيتسفاليا، وكان حارسا لفريق شالكه.
وقد وصف السياسي البافاري إدموند شتويبر، الرئيس السابق لولاية بافاريا، الحارس العملاق بأنه “بافاري بالتمرن”.
الأمور أصبحت شاقة للناشئين
ويؤكد توماس مولر، حسب ما نقلت “آبندتسايتونغ”: “نريد طبعا أن نكون وأن نبقى ناديا متميزا. ناديا يتفرد وسط الأندية الكبرى من خلال اقترابه من جمهوره الخاص ومنطقته ومدينة ميونيخ.
وسنجد لتحقيق ذلك الوسائل والطرق.” لكن السبيل إلى تحقيق ذلك الهدف لا يعرفه مولر ذاته بشكل تام. فآخر لاعب أثبت نفسه من بين ناشئي بايرن هو دافيد آلابا، الذي انضم للفريق الأول قبل سبع سنوات. “الناشئ، الذي يريد أن يلعب هنا؛ عليه أن يتمتع بكفاءات هائلة في سن مبكر جداً”، يوضح مولر.
يقول مولر إن الطاقم المتميز بشدة لدى بايرن حاليا يجعل الأمور صعبة بالنسبة للناشئين، ويضيف “عندما جاء هولغر (بادشتوبر) وجئت أنا ودافيد (آلابا) للفريق الأول كان الفريق في مرحلة تغيير بقيادة (المدرب) لويس فان خال.
لكن منذ ست أو سبع سنوات شهد النادي ارتقاء كبيرا.” ارتقاء مستوى الفريق البافاري والمنافسة الحامية أحيانا من أجل ضمان مكانة في التشكيلة دفعت لاعبين يمثلون قدوة (كأبناء للنادي) إلى مغادرة الفريق.
فانتقل بادشتوبر في العطلة الشتوية إلى شالكه على سبيل الإعارة وموعد عودته مجهول، يقول ماكسميليان كوخ الصحفي المتخصص في شؤون بايرن ميونيخ بصحيفة “آبند تسايتونغ”.
ومن قبله رحل شفاينشتايغر إلى مانشستر يونايتد عام 2015 وانتقل هذا العام إلى شيكاغو فاير الأمريكي.
أما لام فسيعتزل بسبب السن. “لا صراع على شارة القيادة” ويقول مولر بطريقته العفوية إنه دائما ما توجد مراحل تغيير في فرق كرة القدم “لام كإنسان وكشخصية لا يمكن أن يحل محله أحد بنسبة واحد إلى واحد (مائة في المائة)، لكن (الحياة) تواصل دائما سيرها وسينظم بايرن ميونيخ نفسه في المستقبل بشكل جيد ويكون لديه أشخاص يتولون المسؤولية.
” بعد اعتزال لام سيتم اختيار قائد جديد للفريق البافاري، وقد يكون توماس مولر أو مانويل نوير، والأقرب هو نوير، الذي كان نائبا لفيليب لام في القيادة. وهذه المسألة يقابلها مولر بدون أدنى توتر ويقول إن الأمر فوق أرض الملعب يتعلق بالتوجه نحو الأمام بصرف النظر عن منصب القائد، ويتابع: “هذا ما كنت ألتزم به دائما، أن أؤثر في زملائي اللاعبين ولم يتغير في الأمر شيء، فلن يكون هناك صراع حول منصب القائد.”
ويقول ماكسيمليان كوخ إنه بداية من الموسم المقبل سينضم ماتس هوميلس إلى الدائرة الضيقة للقيادة في بايرن، “فهو على الأقل نصف بافاري”، حسب تعبيره.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=446
عذراً التعليقات مغلقة