صرح رئيس المجلس الجماعي للبروج ل”أخبار سطات” على هامش أشغال دورة فبراير العادية المنعقدة في الثاني من الشهر الجاري، على أن تركـــة الإرث الثقيل من ديون صندوق التجهيز الجماعي تكبل طموحتنا،و أضاف على أن بلدية البروج لن تخرج من عنق الزجاجة إلى بعد مرور ولاية أو ولاية ونصف أو ولايتين بعد سداد الدين بأصله وفوائده، و هو التصريح الذي لامس بشكل جوهري جزء من مكامن الخلل ، في مدينة تتلمس طريقها في مسار التنمية ، وأعاد إلى الأذهان أصل الشقاق في بدايات انفراط مسبحة عقيق الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي و التي تدحرجت حباتها في مستهل الشوط الانتدابي و لم يصمد الاتفاق الأخلاقي الهش في الحفاظ على تماسكها، عندما تمسك أصحاب التفكير الضيق في الاقتراض عوض الإبداع في صيغ و أشكال متطورة للبحث عن موارد مالية وشراكات، و خروج فصيل سياســي كان أعضاءه ضد الاقتراض من الأغلبية ليجدوا أنفسهم في أحضان المعارضة لدعم عرابها الذي ضيع على المدينة 18 سنة من التسيير الارتجالي، وهو الصراع الذي تفاقم و أدت المدينة وسكانها ثمنه غاليا بعد هدر زمنها التنموي في التطاحنات، إلى أن تدخلت قرارات العزل من القضاء الإداري و أبعدت الغريمين التقليديين عن تسيير هذه المدينة ،السؤال المطروح هو هل فكر منتخبونا ممن يتحدثون عن التنمية ويحاضرون بشأنها في التجمعات في هذا الإكراه ، و هل كان لهم تصور واضح قبل الإقدام على طلب القرض المعلوم أثناء مداولة المجلس الجماعي في مقرره و المصادقة عليه و البحث عن بدائل أخرى، عوض الاستدانة التي تغرق ميزانية الجماعة و ترهنها لدى مؤسسات دائنة تمتـص سنويا ما يقارب 8 ملايين درهم ( 800 مليون سنتيم ) و هو مبلغ مهم لو تمت برمجته في مشاريع ضمن الفائض من الميزانية، و هل مستوى تكوين المنتخب الجماعي وضآلة تجربته كان حاضرا في هذه المداولة أم أن عملية رفع الأصبع للتصويت كانت تتم عند مدخل القاعـة كما جاء على لسان رواد التهكم و السخرية، و هنا تكمن إشكالية محدودية النخب ودور الأحزاب والهيئات السياسية في تكوين المنتخب الجماعي وتقوية قدرته حتى لا يصبح أداة في ايدي البعض للتمرير قرارات لها الوقع على أداء برامج التنمية، وتحصينه ليكون واعيا بأساليب من يفكــرون في مصالحهم و إغرقوا المدينة في الديــون و عطلوا عجلة تنميتها…
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=3915
