أخبار سطات : هيئة التحرير
بينما تتصاعد الأصوات محذّرة من تحوّل البروج إلى بؤرة لتجارة السموم والمخدرات الصلبة “البيضة” و”البوفا”، جاءت الحملات الأمنية الأخيرة وكأنها عملية تجميلية تركز على القشور وتترك الجرح مفتوحًا،وباتت كمشهد مسرحي يسلّط الضوء على “الكومبارس” ويتجاهل أبطال اللعبة الحقيقيين.
الفرق الأمنية التي حلت من المنطقة الإقليمية اكتفت بمطاردة أصحاب الدراجات النارية، اصحاب الشينوية، في حين بقيت الممرات الحقيقية لترويج المخدرات خارج دائرة الاستهداف: طريق الخنانسة المقابلة لواد ام الربيع، طريق القراقرة ليلاً وفي بعض النقط التي يعرفها الجميع، وممرات بطريق قلعة السراغنة، ناهيك عن القادمين من طريق الفقيه بن صالح… وهي مسالك تعرف أنها معابر للفارين من العدالة والمبحوث عنهم في ملفات ثقيلة، تحميها وفق شهادات السكان شبكات من السماسرة التي تصول وتجول.
لكن المثير أكثر هو تجاهل ما يُعرف محليًا بـ“picerie”، والذي يبيع الخمور والمشروبات الكحولية للمسلمين، في مخالفة صريحة للقانون الذي يخصصها لغير المسلمين فقط، وعدم تحرير محاضر للزبائن من المسلمين والأخطر أنه اصبح للمدينة زبائن من نوع خاص يشتري بالجملة من خارج البروج يتوافدون بـالتربورتورات من المناطق المجاورة ليعودوا محملين بكميات كبيرة بلا حسيب ولا رقيب، وعلى عينك يا بنعدي،ما يحول البروج إلى مركز توزيع إقليمي بدل أن يكون مجرد محل بيع محدود.
المفارقة الكبرى أن رجال الدرك أظهرت صرامة لافتة في ملف آخر أقل خطورة : تسجيل مخالفات ضد أشخاص تبولوا على جنبات سوق البروج.ويقومون برمي الأزبال ،هذه المخالفات التي تجاوزت ملفاتها ما يقارب 500 ملف أمام محكمة البروج، تتم بمجرد أخذ البطاقة الوطنية، ليُفاجأ المعنيون لاحقًا بغرامات مالية أصدرتها المحكمة، في وقت تمر فيه تجارة المخدرات والخمور غير القانونية دون أي محاضر أو متابعة جدية.
المشهد يعكس بحسب متابعين خللاً هيكليًا في المقاربة الأمنية: حملات انتقائية تستعرض الأرقام عبر مخالفات بسيطة، بينما تبقى بؤر الخطر الكبرى (تجارة المخدرات، توزيع الخمور غير القانوني، والشبكات الممولة) في مأمن من أي محاسبة. النتيجة؟ إحساس متزايد لدى الساكنة بأن ما يحدث هو ذر للرماد في العيون، وليس خطة حقيقية لاستعادة الأمن والنظام.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=10901