اصحاب الفراشة بسطات ينتظرون بديل يرحمهم من التشرد والضياع

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير21 أبريل 2016آخر تحديث : الخميس 21 أبريل 2016 - 12:46 صباحًا
اصحاب الفراشة بسطات ينتظرون بديل يرحمهم من التشرد والضياع

 قصر بلدية سطات وذلك احتجاجا على ما أسموه “الحكرة” من شدة المعاناة التي أضحوا يعيشونها جراء الحملة الواسعة التي شنتها السلطات المحلية مؤخرا عليهم والتي ساهمت في تأزيم وضعهم المادي خصوصا أنهم لا يتوفرون على دخل قار يمكنهم من تلبية حاجياتهم اليومية كالأكل والشرب وتسديد فاتورة الماء والكهرباء وأقساط الواجب الشهري حسب ما صدحت به حناجرهم خلال هذه الوقفة التي تحولت الى مسيرة على الأقدام في اتجاه عمالة سطات لإيصال أصواتهم الى المسؤولين الاقليميين بغية إيجاد حـــل يرضــي جميـــع الأطــراف المتداخلة في هـــذا الملف المطلبي لهذه الشريحة من المجتمع المدني .

المحتجون رفعوا لافتات ورددوا شعارات تعكس همومهم ومشاكلهم ،إذ صبوا من خلالها جام غضبهم على المسؤولين المحليين ،معبرين عن خيبة أملهم في تجاهل الجهات المعنية لمطالبهم التي يعتبرونها مشروعة والمتمثلة في تخصيص مكان قار للباعة المتجولين والفراشة يعرضون فيه سلعهم ،خوفا من شبح البطالة التي أصبحت تهددهم وخصوصا أننا مقبلين على شهر رمضان الأبرك ويعلم الجميع ما يتطلبه هذا الشهر العظيم بعد العبادة من مصاريف كثيرة ومكلفة .

وقد طالبت العديد من الأسر المشاركة في هذه المسيرة الاحتجاجية ،التي تعيش أوضاعا نفسية مهزومة نتيجة تخوفها مما يخفيه لها المستقبل القاتم على فلذات أكبادها وذويها ،حيث تحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق (طالبت ) من العامل الجديد الذي تربع على كرسي التسيير والتدبير حديثا التدخل لحل هذا المشكل الذي قض مضجعهم وأصبح حديث الخاص والعام وأضحى ينذر بوقوع أزمة حقيقية ستضرب في العمق حلم راود هذه الفئة من رعايا عاهل البلاد الذين منحوا بالأمس القريب ثقتهم وصوتوا على من يرعوا الأمانة من أجل الرقي بتنمية المدينة وساكنيها إلى الأمام عبر تفعيل برامج حقيقية على أرض الواقع وتحقيق أحلام المواطن السطاتي التي تبددت أيام المجلس البلدي السابق وبات مصيرهم معلقا في كف عفريت في انتظار تدخل المجلس البلدي الحالي الذي يسير مخطى ثابتة من أجل إصلاح ما أفسده الدهر.

وإذا كانت السلطات المحلية قد قامت بواجبها في تحرير معظم الأزقة والشوارع في انتظار تعميمها لتشمل المحتلين للملك العمومي الذين تكاثروا في الآونة الأخيرة ،بل منهم من أبدع وتفنن في عملية الاحتلال ،فإن الضرورة تحتم على من بيدهم الأمر التدخل من أجل دعوة الأطراف المعنية بهذا الملف للجلوس على طاولة الحوار بغية ايجاد حل لهذا المشكل الذي عمر طويلا وأضحى كابوس يقض مضجع الفراشة والباعة المتجولين الذين مازالوا ينتظرون بفارغ الصبر تنزيل مشروع الأسواق النموذجية التي سبق للمجلس البلدي دراستها على أرض الواقع. 

هذا وقد عبر جواد افتيني الفاعل الجمعوي المكلف بالتصريح الاعلامي نيابة عن المحتجين في تصريح لجريــــدة « العلم» عن مساندته اللامشروطة مع الضحايا الذين تعرضوا للعنف من طرف أعوان السلطة المحلية مع تقديم التعازي الحارة لأسرة “مي فتيحة “التي أقدمت على الانتحار بعد ساعات طويلة من الدل والمهانة ،مستنكرا ما أسماه الحكرة التي تطال الباعة المتجولين والفراشة الذين تحطمت عرباتهم وتم حجز سلعهم دون تحرير محاضر قانونية في هذا الشأن ،وكذا انتقائية المسؤولين في تحرير الملك العمومي مطالبا في الوقت نفسه بإحداث أسواق نموذجية حقيقية مع حوارات جادة وهادفة بعيدا عن التطاحنات السياسوية الفراغة التي لن تزيد الوضع إلا تأزما وتعقيدا.

إن وضع الفراشة والباعة المتجولين بسطات ليس بالأمر الهين مما يتطلب من المسؤولين الارادة الحقيقة ودعوة جميع الأطراف الى طاولة حوار من أجل إعادة تسجيل المستفيدين الحقيقيين من جديد للاستفادة من محلات تجارية نموذجية وبأماكن معقولة رحمة بهؤلاء الذين يشكلون قطاعا تجاريا غير مهيكل يشغل العشرات من الشباب الحامل للشهادات العليا ويبقى مصدر رزق أسرهم ،إنه نداء نوجهه باسم الفراشة والباعة المتجولين ونحن على أبواب شهر التوبة والغفران نتمنى أن يجد الآذان الصاغية.

عذراً التعليقات مغلقة