من حق سطات أن ترتدي ثوب الاحتفال ومن حق السطاتيين اقتطاع وقت للفرح مع الخيول وايقاعات الموسيقى الصاخبة، من حق الخيام أن تنصب داخل مدينة بويا لغنيمي، ومن الواجب أن يتأجل كل الحنق والغضب للوضع الذي وصلت اليه المدينة الى حين..
الوقت وقت احتفال ولا مكان للانتقاد لا مكان للاعراب عن السخط لا مكان لقول شيئ باستثناء شايلاه ا بويا لغنيمي …
لكن لحظة ..
مهرجان سطات يجر وراءه تراكما تاريخيا مهما باعتباره واحدا من أقدم المواسم وطنيا قبل ان يتحول الى مهرجان، شكل عنصر جذب للسياحة الداخلية والتعريف بالموروث الثقافي والحضاري للمنطقة ككل، وعاملا لتحريك الاقتصاد المحلي، شكل فيما سبق موعدا سنويا يترقبه فنانو ومثقفو وجمعويو الاقليم باعتباره منصة لتقديم ابداعاتهم واستعراض فنهم، حتى أن ساكنة المدينة كانوا يعتبرونه ملكهم يتفننون في طرز فقراته وفعالياته ويسوقون له باعتباره يمثل نتاج تفكير وتخطيط جماعي لمدينة اختارت الفرح بصيغة الجمع.
الذي حصل اليوم أن مجموعة من الفاشلين أوصلتهم مئات من الأصوات لبناية المجلس الجماعي قرروا الغاء دور المجتمع المدني والاعلام ورجال الفن والثقافة والنيابة عنهم في صناعة مسخ بدون عمق ثقافي اسموه جورا ” مهرجان”.
لم يفعلها العباسي ولا الترابي ولا بلبصير ولا الثانوي وكلهم رؤساء سابقون للمجلس البلدي لسطات، جميعهم شكلوا لجان من خارج المجلس ضمت فعاليات المدينة وفكرت له بشكل جماعي، لكن العزيزي بكل أسف رمى كرة تنظيم مهرجان كل المدينة، لمجموعة من أعضاء المجلس وبعض الموظفين، لا أفق ثقافي لديهم ولا حسا فنيا يتملكهم، فقط حب الظهور ببادجات ال VIP ، والتنيجة تحضير رتيب لمهرجان مكرر انتج مسخا اسمه فقرات مهرجان المدينة الأول.
في كل بلاد الدنيا يتنحى السياسي بتواضع الكبار حين يتعلق الأمر بأمور لا يفقهها ويمنح فعاليات المدينة فرصة صناعة الحدث، ويعكف علي توفير الامور المادية واللوجستيكية من أجل انجاحه، الا لذينا نحن بسطات حيت عضو المجلس الجماعي هو الفنان والرياضي والمثقف والباردي و.. وكل شيئ، ولتذهب المقاربة التشاركية الى الجحيم فساكنة المدينة بفعالياتها لا يليق بهم الا موقع المستهلك لما تجود به بنات أفكار عضو المجلس البلدي الموقر.
وكأن ترقيع سهرات ومحرك خيل سينسي الساكنة مشاهد البؤس في تناول قضايا التدبير المحلي خلال دورات المجلس، وينسينا بأن الثانوي والقاسمي والعزيزي قادة مثلت الأغلبية المسيرة في وضعية الكونكيبيناج Concubinageوهم اقرب للتصادم والتنافر منه للتحالف، وبأن وصفة اليساري في جبة الإسلامي والعكس بين صفي الدين وطانطة الماسكان بملف المهرجان، تزكي ما بات يلتصق في ادهان المواطنين من هرولة نحو تلميع الذات والتسويق لسوبر خدمات علما أن جزء كبيرا من تحركهما في مربع صناعة المهرجان هو اختصاص صرف لموظفي وأطر الجماعة.
ماذا كان سيحدث لو تم تشكيل لجنة من فعاليات المدينة للتفكير الجماعي في صناعة مهرجان لكل المدينة بهوية واضحة وأهداف مدققة ووظيفة مبتكرة، ماذا لو رمى العزيزي وصحبه بكرة تنظيم المهرجان لفعاليات سطات أم أن استدعاءهم لا يكون بالضرورة الا للانخراط في حملات النظافة وجمع النفايات، أكيد لم يكن مثقفو وفعاليات المدينة ليتسابقوا مع أعضاء المجلس لالتقاط الصور خلال الفعاليات، لكن على الأقل كانوا سيضمنون لهم “التبندير” وسط عرس حقيقي عرس الشاوية ..كل الشاوية دون اعتبارات أخرى.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=35
عذراً التعليقات مغلقة