اخبار سطات : هيئة التحرير
كأن القدر يصرّ على أن يجعل من سطات مرآة عاكسة لأعطاب الأحزاب المغربية، حيث لا تمر دورة انتخابية أو محطة تنظيمية إلا وتخرج للعلن فضيحة جديدة تلطخ رداء السياسة. آخرها ما جرى بمجلس بن أحمد: أربعة منتخبين من أحزاب مختلفة جُرّدوا من مقاعدهم بقرارات حازمة من المحكمة الإدارية بسبب العصيان لأوامر أحزابهم. غير أن “الخامس”، المنتمي لحزب علال الفاسي، نجا من المقصلة… لا لأنه بريء أو التزم بالانضباط الحزبي، بل لأنه حصل على “ورقة التنازل” من شخص لا يملك لا الشرعية ولا الصفة القانونية.
هكذا، وبجرة قلم منسق شبح لم يعد موجودًا في دفاتر القانون، وجد القضاء نفسه أمام وثيقة أعفت المعني من العقوبة، فبدا حزب الاستقلال في موقع المتواطئ مع العبث، أو في أحسن الأحوال الحارس الأمين لفوضى داخلية لم يعد أحد يتحكم في مفاصلها.
الأسئلة تطرح نفسها بحدة: أين المفتش الإقليمي؟ أين نزار بركة الذي يُفترض أنه يقود حزبًا تاريخيًا خرج من رحم الحركة الوطنية ليصبح اليوم مأوى “للمتابعين” و”أصحاب الملفات النتنة”؟ وهل يعقل أن حزبًا بحجم حزب الاستقلال يتنازل عن حقه، في ملف يضرب مصداقيته في العمق، عبر توقيع من شخص بلا أهلية ولا صفة؟
الفضيحة هنا ليست في “الوثيقة”، بل في الصمت. صمت القيادة المركزية التي يبدو أنها تفضل سياسة دفن الرأس في الرمال، بدل مواجهة واقع أن الحزب أضحى رهينة وجوه شاخت على الكراسي وأثقلت الإقليم بروائح ملفاتها.
فهل سيستفيق حزب علال الفاسي، ويستعيد بعضًا من “هيبته المفقودة”، أم أن نزار بركة سيواصل قيادة الحزب من “الاستقلال” إلى “الاستسلام”… تاركًا قواعده وجماهيره يواجهون عزوفًا انتخابيًا لا يرحم؟