"بولعوان" منطقة سياحية تشتكي غياب الاستثمار و تجاهل المسؤولين

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير10 يوليو 2016آخر تحديث : الأحد 10 يوليو 2016 - 2:12 صباحًا
"بولعوان" منطقة سياحية تشتكي غياب الاستثمار و تجاهل المسؤولين

جمالية منطقة بولعوان

منطقة “بولعوان” أو “أبي الأعوان” تلك القرية الريفية الساحرة والتي تتموضع على كتف “واد ام الربيع” الذي يعزف لها بموسيقاه الحالمة، فهي من بعيد تلوح للناظر هناك “قصبة بولعوان” متعالية بالمجد والعظمة، نحو العلاء على أكمة صخرية في الضفة اليسرى للنهر، المرتبط بهضاب مجاورة بشريط ارضي ضيق معبد يصل حتى باب القصبة الرئيسي كأن القدر قد أبقاها محجوبة عن عيون الباحثين الأثريين ليجعلها خلوة قل من زارها أو عرفها .

1468114346 20160707 161543 - اخبار سطات

موقع منطقة بولعوان الجغرافي

تقع منطقة “بولعوان” على بعد حوالي 90 كلم عن شرق مدينة الجديدة، وعلى بعد 78 كيلمترا في اتجاه مدينة سطات، منطقة غاصت قدماها في التاريخ بداية من القرن الثامن عشر، أي منذ أن أسس بها المولى إسماعيل سنة 1713/1714 الموافق لـ 1122 هجرية، أول قلعة وإحدى أجمل المعالم التاريخية بمنطقة دكالة بإقليم الجديدة ،إذ تعد من أهم المناطق السياحية التي تتوفر عليها المملكة المغربية، لما لها من مميزات طبيعية، يمكن أن تسمح لها باعتلاء المرتبة الأولى في قطاع السياحة بالمغرب في حالة استغلالها، لاسيما وأن هذه المنطقة تملك إمكانيات سياحية لا يستهان بها، ويمكنها أن تكون رائدة في هذا المجال.

قصبة بولعوان تاريخيا

قلعة “بولعوان” أو “أبي الاعوان” تعرف عند السكان المحيطين بها بقصبة “السلطان الأكحل” أي السلطان الأسود علما أن المولى إسماعيل لم يكن من الزنوج ، و إن كان له “جيش البخاري” أو “جيش العبيد” من الزنوج، وهناك من القصص والروايات ما تقول «إن السلطان الأكحل لما أطل من فوق داره العالية، التي كانت تسمى «دار السلطان الأكحل»، ورأى من بعيد، وهو يجول بنظره، قبة الولي الصالح مسعود بن احسين، المدفون في قرية «أولاد فرج»، سأل من يقف بجانبه: من يكون ذلك؟ فقيل له «مسعيد»،  تصغيرا وتحقيرا، فانهدت دار السلطان…،  وهناك رواية أخرى تقول إن السلطان العلوي كان مارا من حدود «سلطان العْزَارة»، فثارت عليه جحافل من النحل وعلى بهيمته وما يركبون ولمّا سأل قيل له «إنه لا يمكن أن يجتمع  سلطانين في مكان واحد»…كما أن هناك قصة شعبية أخرى تقول أن السلطان كان في جولة على متن مركبه بمياه “أم الربيع” فأصيب مركبه بعطب في الليل وهو بقرب المكان، فنزل ضيفا على شيخ كان يعلم فتيات حسنوات حفظ و قراءة القرآن في مسجد خاص، فأبى السلطان إلا أن يقضي ليلة مع واحدة منهن، و كان عليه أن يعطيها مهرا على ذلك، فقبلت التي وقع عليها الإختيار بمهر من الأرض (بقعة أرضية على حد البصر ـ يقال بأن تلك الأرض لازالت أرض جموع لحد الآن) و قد قيل بأن تلك القصبة بنيت في ظلام تلك الليلة، و عند الصباح لما صعدت الفتاة على أعلى صومعة لتلك القصبة رأت مرقد “سيدي بنور” فقالت بسخرية لمقامه :”أنظروا ذلك هو “بنينير” (تصغيرا ل”بنور”) حينها إنكسرت الصومعة و سقط نصفها ركاما على الأرض، و بقيت كما هي عليه إلى اليوم .ولا نعرف مدى صدق هذه الحكايات والروايات التي تروى بألسن أخرى للتاريخ.

1468114347 20160707 163019 - اخبار سطات

مميزات منطقة بولعوان السياحية

منطقة “بولعوان” أو “أبي الأعوان” تظهر أمام أعين زوارها بحلة خضراء توشحت بها سهولها وجبالها ، بجانب مشاهد حية لجريان مياه “وادي أم الربيع” مشنفة بخريرها آذان عشاق الطبيعة البِكر، الواد الذي يعد من أشهر وأكبر وديان المملكة المغربية، حيث منبعه في احضان جبال الأطلس المتوسط “بين الوديان” بالقرب من مدينة خنيفرة ، ومصبه في مدينة ازمور، إذ يكتسب الوادي العديد من المقومات الزراعية والسياحية في ظل ما يتميز به من وجود الآبار والتربة الخصبة التي أسهمت في انتشار المزارع على جنباته من المهتمين بزارعة النخيل ، والرمان ، والعنب ، والخوخ ، والذرة والشعير ، وغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى ، كما يكتنز الوادي بكثيرٍ من الأشجار الطبيعية منها : السدر ، والطلح ، والعرعر،  وشجر الزيتون، إضافة إلى موقعه الجاذب للعديد من أهالي وزوار المنطقة، إذ يقصده العديد من العائلات والشباب للاستمتاع بخرير الماء الزلال البارد، وقضاء أوقات جميلة في أحضان الطبيعة الخلابة ، تارة يستظلون بأشجار الطلح والسدر، وأخرى في الهواء الطلق النقي الممزوج بذرات الماء، ويستنشقون رائحة الطبيعة من أشجار الوادي العطرية المميزة ، واعِدادهم  وجبات متنوعة في أجواء برية خالية من التكلف ، وكذلك السباحة في بعض أجزاء الوادي ، فضلا عن تواجد الكثير من ملاك ُالمواشي للرعي ، والنحالين ، نظرا لما تنعم به جنباته من النباتات والحشائش، ووجود العنصر الأساسي للحياة.

عذراً التعليقات مغلقة