انطلق العد العكسي للانتخابات أبكر من المتوقع، وبدأ مستشارون ورؤساء بمختلف الجماعات الترابية يمارسون هوايتهم في لعبة الحسابات، وتفريغ الخانات بين المناصرين والخصوم المحتملين. ولإن كان حرارة الاستعداد للانتخابات لا تزال في بدايتها فإن حربا ضروسا يخوضها بعض المنتخبين “للسيطرة” علي المرافق الاجتماعية التي تتوفر عليها جماعاتهم.
وفي هذا السياق تعتبر المراكز الصحية خصوصا بالجماعات الترابية بالعالم القروي رهانا أساسيا من أجل تثبيت النفوذ والظهور بمظهر “منتخب القرب” أمام المواطنين، وهو ما جعل أغلبها يستقبل هذه الأيام منتخبين يتجاوزون صلاحياتهم ويحاولون تطويع والسيطرة على الأطر الطبية العاملة بهذه المراكز، بالوعيد تارة كما هو الحال بالنسبة للرسائل الاحتجاجية التي يوجهونها للمصالح الإقليمية والجهوية للصحة، وبالعنف الرمزي والصراخ في مرات متعددة كما حدث الأسبوع الماضي بجماعة “اكدانة” حين فقد الرئيس أعصابه وكال جميع أنواع السباب للممرضة العاملة بالمركز الصحي.
منتخبون آخرون يلعبون ورقة الاحتجاجات والوقفات والبيانات للظهور بمظهر الحريصين على صحة المواطنين علما أنهم يتواجدون داخل مجالس لم يسبق لها في احدى دوراتها برمجة ولو مصابيح أو حصار ماء للمراكز المتواجدة في نفوذ تراب جماعتهم.
ويبدو أن المصالح المركزية والجهوية للصحة ألفت هذه الممارسات، وهو ما يجعلها تطالب أطرها الطبية بالتهدئة والانحناء لعاصفة “تبندير” المنتخبين.
الواقع أن متل هذه الممارسات غير صحيحة خصوصا وأن أصحابها يمارسون ابتزازا خطيرا على حساب السير العادي للمراكز الصحية، ويصبون جام غضبهم على ممرضين وأطباء لا دنب لهم في نقص الدواء أو المعدات الطبية بهذه المراكز، ويستغلون إشكالات قطاع الصحة والوضع الكارثي خصوصا بالعالم القروي من أجل الاصطدام بالأطر الصحية وتحريض المواطنين عليهم، رغم أن لهذه المجالس من الأليات ما يجعلها تترافع من أجل تحسين عمل هذه المراكز، لكن ربما في سنة الانتخابات لا شيئ يعوض العربدة أمام أبواب المراكز الصحية والتقاط “السيلفيات” ونشرها تحت تعليق “المناضل المنتخب الذي يحتج”.
ان هذه الممارسات تتطلب من السلطات المحلية التدحل من أجل تنبيه مختلف الجماعات الترابية الي خطورة هذه السلوكات، ومطالبتهم باحترام المراكز الصحية وابعادها عن دائرة الاستقطاب للانتخابات، كما أن المصالح الإقليمية للصحة مدعوة بدورها لتقوية عملها وتوفير الادوية والأدوات الضرورية حتي لا تترك لهؤلاء فرصة استعلال غضب الساكنة من عدم تلبية احتياجاتهم، كما أن حماية الأطر الطبية داخل مختلف المراكز الصحية تبقى حيوية حتى لا يتغول أكثر من لا يري المواطن الا صوتا انتخابيا والمركز الصحي منجما لتوليد الأصوات.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=263
عذراً التعليقات مغلقة