منذ الاعلان الرسمي بللاغ الديوان الملكي ليومه الإثنين 12 ماي 2025 م، الموافق لـ 14 ذي القعدة 1446هـ، والذي تضمن تعيين عامل جديد لسطات قادما من بركان وهو السيد محمد علي حبوها، خلفا للسيد ابراهيم أبو زيد المغادر لصفرو، رصدنا مجموعة من التعاليق الغير مسبوقة. فالفضاء الازرق يمكن اعتباره فضاء للتعبير العفوي والتلقائي لعموم الساكنة مع اختلاف مستوياتهم ودرجاتهم العلمية والاجتماعية، ومن هذا المنطلق فقراءة وتحليل التعاليق والاراء فيه، خصوصا عندما تصب غالبيتها في اتجاه واحد، فأنه يفرض على كل مسؤول، وكل من زاوية اختصاصاته، التحليل العميق ورصد المخرجات الموضوعية لهذه التعاليق حتى لا تتكرر في مناطق أخرى.
مؤسسة العامل أكيد أنها محورية وأساسية لتحقيق التنمية، والدفع بالملفات الراكدة وتصحيح وتأطير المسارات التنموية المطلوبة، من خلال العمل الميداني ورصد الاختلالات والمعيقات. اختلالات لا يمكن الانكار، أن المواطن جزء محوري فيها. ونقصد هنا بالمواطن، ذلك الموظف بمختلف الادارات والاقسام الذي يراكم ثروات ومصالح على حساب أي كان، وكذلك المنتخب بالجماعات والبرلمان الذي تقمص كل الادوار إلا أدواره الدستورية المقدسة، والمواطن الذي اختار الخطاب السلبي وركن لزاوية الحياد وعدم المشاركة، إضافة للمواطن الذي اختار ثمن لمشاركاته سواء السياسية أو الجمعوية أو الرياضية. سطات الاقليم المترامي الاطراف والمصالح، تكالبت عليه كل هذه الاطراف لتجعله مستنقعا تسهل فيه كل الاحتيالات وغيرها، أمام انعدام الشفافية والوضوح.
لا يمكن لنا الانكار أن عجلة التنمية توقفت في سطات في الخمس العجاف التي نستشرف توديعها، وهنا نتحدث بالارقام عن المشاريع المنجزة بالاقليم من قناطر للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ومشاريع الطرق والبنيات التحتية من نقل وغيره، والاسواق وملاعب القرب وغيرها التي يمكن اعتبار سطات أقل من المعدل الوطني فيها. سطات التي تتوفر على مورد صندوق التنمية القروية للرقي بعالمها القروي، عرفت في هذه المدة الاخيرة توقف تنموي ساهم فيه جل المنتخبين والاحزاب السياسية بصمتهم ومباركتهم الضمنية، ساهم فيه رجال الاعمال بهروبهم الى مدن أخرى، ساهم فيه تجار بعملية تفريخ مهول للفراشة والاسواق العشوائية بجنبات الاسواق والساحات الكبرى، ساهمنا فيه جميعا كل من زاوية مسؤولياته المواطنة. مساهمات سنؤدي كلنا فاتورتها من خلال تخلفنا عن قطارات التنمية التي انطلقت في مختلف المدن والمداشر والقرى بمملكتنا الغالية.
نستشرف الغد بكل أمل، لكن قبل استشراف الغد، علينا الوقوف بكل جرأة وموضوعية وهدوء عند اليوم والامس لتشخيص واقعنا. تشخيص بهدف البناء فقط. اليوم والامس نعلم، وكم مرة أشرنا لها في مقالات سابقة، إلى مجموعة من الاقسام بالعمالة التي حان وقت بث دماء جديدة فيها وتشبيبها، خصوصا مع تواتر وانتشار روائح الفساد منها. وهنا الكل يعلم الاقسام الثلاثة موضوع كلامنا. فلا يعقل تغيير المسؤول الاول، والابقاء على نفس الطاقم الاداري الذي يمكن أن يكون قد كان جزءا من المشكل. أما السيدات والسادة البرلمانيين فعليهم أ ن يدركو جيدا أن العمالة ليست مقرا لهم، ولكن فقط فضاء ظرفي لمعالجة بعض من المشاكل المحلية، أما حلبتهم فهي العاصمة ودواليب الوزاراة والمؤسسات، والجهة للترافع والتحسيس بمشاكل الاقليم والدفاع عن الحلول التي يقترحونها لايجاد تمويلات مناسبة. أما الادارت اللاممركة فالتنسيق وتحقيق الانتقائية بين السياسات العمومية وتوضيح الاهداف المنتظرة و جعلها قابلة للتقييم، هو أهم مدخل للقطع مع فوضى هدر المال العام في مشاريع أو تدخلات لا تحقق أهدافها، أو لا تساير معادلة الكلفة والهدف المحقق.
سطات إقليم يضم كل مقومات التنمية من جامعة وربط بالطرق الوطنية والسيارة والسكك الحديدية، وقربها من المشروع الجديد لتوسعة مطار محمد الخامس الدولي بأزيد من 900 هكتار، بالاضافة لهوائها النقي بمؤشر جودة هواء متقدمة وطنيا، وغابات شاسعة تتربص بها أيادي بعض العابثين، وتميزها منذ عقود بأمنها وهدوئها، تتوفر على كل مقومات الانطلاقة القوية والهادئة بثبات، لكن باستحضار عنصر بشري مجد وعامل محركه الوحيد التنمية وليست له مصالح ذاتية أخرى.
كل التوفيق للوافد الجديد، السيد حبوها الذي لم يصل عنه إلا صدى جميل ومريح.. في انتظار ان تستفيق النخب الحقيقية للمدينة من سباتها لقطع دابر الفساد وسماسرته الذين نخروا المدينة والاقليم واستباحوا كل شيء فيه.