سطات أرض الشاوية المعروفة بأراضيها الخصبة وماشيتها التي تساهم خلال رعيها بالحقول في عملية تسميد طبيعية وفعالة للتربة. عامل له الفضل الكبير في جودة التربة ومنها للمحصول. هذه الجودة جعلت كل أصحاب القطعان الكبيرة من الاغنام الانتقال للشاوية بهدف الحصول على الكلإ لماشيتها، فكانت الشاوية ولا تزال وجهة مفضلة للرعاة من قبائل مجاورة كالرحامنة وغيرها. غير أنه من توالي سنوات الجفاف وتطور الشبكة الطرقية بالمملكة، عرفت وفود رعاة آخرين من مناطق أكثر بعدا للاستفادة من حصيدة تجود على قطيعهم. وهو ما جعلنا نعرف في السنوات الاخيرة خصوصا حضور عدد هائل من الخرفان والماعز بتراب الشاوية قادمين من أقاليمنا الجنوبية. عملية كانت دائما محط تشنج وشجار حاد بين الفلاح و الكساب.

صباح اليوم الثلاثاء 10 يونيو أدى شجار بين الرعاة وأصحاب الاراضي الفلاحية بمنطقة المناصرة إلى الاعتداء المادي على سيارة وجسدي على رجلين وأربع نساء من نفس المنطقة حالة أحدهم وصفت بالخطيرة لتعرضة لضربة سلاح أبيض يشبه في كونه “سيف” على مستوى الوجه. الضحايا تم نقلهم للمستشفى الاقليمي الحسن الثاني بسطات لتلقي العلاج، في انتظار القاء القبض على الجاني أو الجناة واحالتهم على القضاء، و في اتصال هاتفي بجريدة “أخبار سطات”، أكد أحد الرعاة الصحراويين أنهم تعرضوا بدورهم للاعتداء من طرف أصحاب الأرض، واصفاً سلوكهم بـ”السيّئ”، مما تسبب في خسائر مادية طالت ممتلكاتهم، بما في ذلك سياراتهم.

.عملية الرعي تنظمها أعراف وضوابط معتمدة منذ أزل، وهذه الضوابط والاعراف يعرفها الطرفين، الكساب المتنقل بطبيعته، والفلاح الثابت لزراعته. وهي عملية يستفيد فيها الطرفين، فالكساب يجد الكلأ لماشيته، والفلاح بتسميد أرضه استعدادا للماسم المقبلة. واقع يجب أن لا يكون فيه استقواء أي طرف على الآخر، بل ومفروض على كل مواطن إحترام ممتلكات وحوزة أي مواطن آخر، وكان حري بسلطات سطات أن تنظم هذه العملية منذ أكثر من أربعة أسابيع حين وصل أول فيلق من الرعاة لأراضي المزامزة الجنوبية في مدخل سطات الجنوبي والاستقرار فوق أرض الجماعة السلالية، تدخل كان سيجنبنا حوادث قد يذهب ضحيتها مواطنين وتستنفر قواتنا العمومية لأسابيع لمواجهة إحتقان لم تعمل السلطات أي اجراء استباقي لتجنبه.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=10538