مر على استلام رئاسة جامعة الحسن الاول بسطات من قبل الاستاذ مكرم عبد اللطيف قادما إليها من أكادير مرورا بتطوان، أكثر من ثلاثون شهرا. وهي مدة زمنية كافية لإجراء تقييم موضوعي لأهم انجازات المسؤول الأكاديمي الأول بالإقليم. بعد أن رفض في بداية الموسم الماضي عقد لقاء لمناقشة الحصيلة. 30 شهرا لم يتمكن فيها السيد الرئيس من بسط رؤيته التي كانت مشروع ترشيحه للمنصب الحالي، لا على أنظار العموم للنقاش، ولا حتى على أرض الواقع بإجراءات وقرارات تسمو أكثر بجامعة كانت تشق طريقها بكل عزم وقوة لتأكيد مكانتها بين الجامعات المغربية في ربع قرن من عمرها. فاستطاعت الجامعة الفتية أن تساهم في بناء مختلف أركان ومؤسسات الدولة بموارد بشرية مشهود بكفائتها وطنيا وعالميا.
المثير للجدل، هو كيف يتعالى الرئيس الجديد على حكم قضائي صادر بإسم جلالة الملك لصالح عدد من المقاولات، ويرفض تنفيذ التزاماته المالية مع مقاولات وصل إلى علمنا أن عددها يفوق العشرين؟ التزامات مالية قد يشكل التعنت في تنفيذها غرامات مالية يتم اقتطاعها من مالية الطالبات والطلبة بالجامعة. كما بمكن أن تساهم، هذه الغرامات والتأخيرات، إن تم تفعيل المطالبة بها، ثقلا إضافيا على نفقات الجامعة المرتقبة؟؟ فهل السيد الرئيس يعي خطورة ما يقدم عليه من الناحية القانونية والاخلاقية، ثم المالية؟ أم أنه يريد ترك تركة ثقيلة لسلفه المرتقب حتى يقوم بتحمل مسؤولية تجاهلاته؟
مكرم جامعة سطات فشل في افتتاح المعهد الجديد لعلوم الرياضة رغم انتهاء الاشغال به، واستمرار طلبته كضيوف ثقال على المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير. أما الحي الجامعي المنتهية الاشغال فيه كذلك، والذي قد يحل مشكل اجتماعي يؤرق عدد كبير من طالباتنا وطلبتنا وعائلاتهم، فإن علامات الاهمال والتآكل تبدوا جلية من خارج أسواره، اللهم إن كان السيد الرئيس لا يتحمل عناء التجول في فضائه الجامعي وفضاءات مرافقه المرتقبة؟ أما الحديث عن كليات اللغات والاقتصاد والتدبير، فإنه لا يتعدى مجال النوايا والرغبات والتزام هذه الوزارة وغيرها، تأخر يظهر محدودية ضغط السيد الرئيس من جهة، وضغط البرلمانيين من جهة ثانية. أما الأطلال المبنية قرب المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، والتي تؤكد ضعف وانعدام المحاسبة وتحمل المسؤولية من قبل الساهرين على تدبير التعليم العالي بالمغرب منذ الوزير السابق الداودي
هذا فيما يخص البنايات، أما البحث العلمي والتحصيل بالجامعة وما يشوبه من تشويشات وتضييقات تنم عن عقلية لم تعد تساير وتيرة المغرب الصاعد. المغرب الذي يسمو فيه القانون والمصداقية والكفائة وتكافؤ الفرص بين الطلبة. فجامعتنا تتوفر على انخراط في مكتبات دولية لا يدخلها إلا ….، كما لها شراكات دولية واتفاقيات مع جامعات دولية في مختلف القارات، لا يعلم فحواها وشروط الاستفادة منها إلا ….،أما المشاركة في المؤتمرات العلمية الوطنية والدولية، بالاضافة لمناقشة أبحاث الدكتوراه، فإنها من الميزانيات الخاصة للطالبات والطلبة إلا … ويكفينا هنا، والمناسبة شرط، أن نشير أن من تم قبولهم في الترشح للدكتوراه تم التواصل معهم مباشرة دون إعلان شامل وجامع وكامل بلوائح تفصيلية تضفي شفافية أكثر وتبسط بكل وضوح الترتيب الاستحقاقي الشفاف بين المترشحات والمترشحين؟ وللإشارة فهي نفس الطريقة المعتمدة في استدعاء المترشحين المقبولين في مناصب التدريس؟
أما الأنشطة الطلابية فيكفي التذكير بمجهود السيد الرئيس لإخماد توهج جائزة مولاي الحسن وغيرها من الانشطة الطلابية الاشعاعية…. جامعة الحسن الاول، وتفعيلا لمبدأ لربط المسؤولية بالمحاسبة، عليها تقديم توضيحات عملية وواقعية وملموسة لهذه المشاكل وغيرها وأعمقها بكل تجرد وموضوعية، وإن كان هناك فشل في التدبير وفي تحمل المسؤولية، فثقافة الاستقالة، وتغيير العقلية من المنطقي أن تبدأ من التعليم العالي والصرح الأكاديمي.