يبدو أن الدينامية الهائلة والتحول التنظيمي الكبير للتجمع الوطني للأحرار بسطات خلال السنتين الماضيتين بإقليم سطات والذي أعاد حزب الحمامة للمشهد السياسي المحلي بقوة، أصبح مهددا بفعل توجه بعض الأوساط داخل الحزب نحو استعادة زمام القرار التنظيمي المحلي وإسقاط بعض الوحوه السياسية من خارج التنظيم على حساب النخب المحلية والتي راكمت من التجربة والتواجد الميداني ما جعلها رقما صعبا في جميع المعادلات السياسية للإقليم.
واستنادا لمصادر “أخبار سطات” فإن القيادي والوزير السابق بوسعيد ربما توصل لاتفاق مع قيادي حزب الأصالة والمعاصرة وبرلماني الحزب عن دائرة سطات محمد غياث من أجل ارتداء قبعة الحمامة خلال الاستحقاقات المقبلة، خصوصا وأن هذا الأخير لا يوجد في أريحية سياسية داخل حزبه ولا ينظر بعين الرضا للآلة التنظيمية للجرار بالاقليم والتي وجد نفسه يتنازع القيادة مع ” البلدوزر” الانتخابي العربي الهرامي مع كل الاختلافات بين الرجلين في تقدير طبيعة الفعل الحزبي بالمنطقة.
تحرك “بوسعيد” حسب المصادر ذاتها أربك التحضيرات داخل القيادات المحلية، وجعل العديد منها ينتظر موقف محمد الضعلي المنسق الاقليمي للحزب بسطات، خصوصا وأن بناء الحزب خلال السنتين الماضيتين تم على ارضية سياسية اعتمدت على كفاءات ونخب الحزب المحلية والتي تتمتع بثقل سياسي مهم محليا ووطنيا، وهو ما جعل أمر الاستعانة بأطر من خارج الحزب للانتخابات المقبلة “ببروفايلات” مشابهة او أقل من التي يتوفر عليها الحزب محليا يهدد بالعصف بكل المجهودات التي بدلت.
وأسرت مصادر ” لأخبار سطات” بأنه في حالة اعتماد اسلوب ” الباراشيت” لمنتخبين دون المرور عبر آلية التوافق التي يؤكد عليها زعيم الحزب عزيز أخنوش خلال جميع لقاءاته التنظيمية، فإن الحزب مقبل على هزة سياسية عنيفة قد تفقده قلاعا تاريخية خصوصا بمنطقة اولاد سي بنداود حيت يتسيد المشهد السياسي ياسين الداودي رئيس جماعة كيسر والذي يحمل في نفس الوقت ملف الترافع حول الجماعات الترابية مع وزارة الداخلية من موقعه كنائب لرئيس الجمعية المغربية لرؤساء الجماعات الترابية.
ويبدو بأن السيناريو الاقرب للحدوث في حالة فرض مرشحين من خارج الحزب حسب مصادر مطلعة تحدثت ” لأخبار سطات” هو هجرة معاكسة لرؤساء ومنتخبين بالعديد من الجماعات نحو تنظيمات سياسية أخرى وهو ما قد يشكل ضربة قاسمة لكل العمل الذي أنجز من قبل التنسيقية الاقليمية وأثمر بناء آلة تنظيمية بامتداد قوي وسط الأطر والنساء والشباب.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=3443