توفي في وقت مبكر من صبيحة اليوم (الأربعاء)، الحاج محمد نزيه بعد أن أسلم الروح لبارئها بإحدى مصحات الدار البيضاء، عن عمر يناهز 73 سنة، متأثرا بإصابته بالفيروس اللعين.
وكان الفقيد قد أدخل المصحة مند حوالي شهر بعد أن داهمته أعراض فيروس كورونا وبعد اجرائه التحليلة المخبرية جاءت نتائجها إيجابية، ورغم التدخلات الطبية المكثفة استسلم الفقيد لقدره المحتوم ورحل لدار البقاء مخلفا صدمة وحزنا عميقا وسط عائلته وداخل كل فعاليات إقليم سطات السياسية والجمعوية.
ويعتبر الراحل من الأطر والكفاءات الكبيرة بإقليم سطات، بحيث راكم قيد حياته تجارب طويلة ومتعددة، وعاصر مراحل مهمة من تاريخ الاقليم وكان جزء منها.
وانطلق المسار المتميز للفقيد من تخرجه من المدرسة الوطنية للادارة في سبعينيات القرن الماضي ليلتحق بأسرة التعليم كمسؤول عن الموارد البشرية بعدها تم تعيينه كمندوب لوزارة الثقافة بسطات وهي المرحلة التي بصمها بعطاء غزير لا تزال الفعاليات الثقافية بالاقليم تتذكره الى اليوم.
عرف عن الراحل شغفه بالسياسة بحيث انخرط مند ريعان شبابه في العمل السياسي وانتخب في العديد من المهام، من بينها عضوا بالمجلس البلدي لمدينة سطات ممثلا لساكنة حي درب عمر، تم انتخب عضوا بمجلس جهة الشاوية ورديغة وتحمل مسؤولية كاتب المجلس وكان من القلائل داخل مجلس كانت تسيطر عليه نخب خريبكة وبرشيد وبن سليمان من الذين يترافعون حول اقليم سطات وحقه في التنمية.
وكان للفقيد تجربة مهمة في التسيير حين تم انتخابه رئيسا لجماعة اولاد اصغير مسقط رأسه، وخلال الانتخابات الاخيرة انتخب مستشارا بالجماعة وكان يمارس مهامه من موقع المعارضة.
كان الراحل أيضا جزء من التاريخ الذهبي لفريق النهضة الرياضية السطاتية بحيث شغل لوقت طويل مهمة الكاتب العام للفريق وممثل الفريق داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وكان عضوا نشطا داخل لجنة القوانين والأنظمة.
آخر ظهور رسمي للفقيد كان يومين قبل ادخاله للمصحة حيث حضر الدورة الاستثنائية لجماعة اولاد اصغير، والتي شهدت مرافعات قوية من قبله عن حق الساكنة في تعبيد الطرق بتراب الجماعة على قدم المساواة، وانتزع توافقا لافتا مع رئيس الجماعة من موقعه كمنسق للمعارضة أثمر إلغاء توزيع الاعتمادات المرصودة (حوالي مليار سنتيم) على تلاث دوائر فقط في انتظار استكمال المبالغ المطلوبة لتعميم الاصلاح على جميع الدوائر.
وكان الفقيد متتبعا كبيرا لجريدة أخبار سطات ومعجبا بمهنيتها وخطها التحريري، ورحيله المفاجئ أوقف مشروعا كان طاقم الجريدة والفقيد بصدد إعداده حول شهادته على حقب مهمة من تاريخ الاقليم رياضيا وسياسيا.
رحم الله الفقيد وألهم ذويه واصدقائه الصبر والسلوان وان لله وإنا إليه راجعون
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=3528