في مبادرة تعسى جريدة أخبار سطات تكريسها لترسيخ دور الاعلام المواطن، قامت مجموعة من تلاميذ الثانوية التأهيلية عبد الرحمن اليوسفي بسطات “كوثر أوصار، فاطمة الزهراء عتيوي، نسرين السودادي، إيمان الجلولي، شيماء الصغير، إلهام الزعيم” ، تحت اشراف الاستاذ نزار قريش بانجاز تقرير صحفي حول منطقة حي السلام بين الماضي والحاضر.. تحديات وإشكالات بيئية.
وهي مبادرة تجدد من خلالها استعداد جريدة أخبار سطات نشر التقارير والمواد المنجزة من طرف التلميذات والتلاميذ تحت اشراف اساتذتهم. وهو منبر قد يساهم في الرقي، ولو بقدر بسيط ومعنوي، بالمستوى التعليمي لبناتنا وابنائنا. في هذا الإطار نوجه الدعوة للسيد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لمأسسة هذه المبادرة وانتقاء افضل المواضيع ومن خلالها التلميذة او التلميذ “الصحفي” بالاقليم. ونحن نتفائل خيرا في السيد المدير الإقليمي لانجاح هذه المبادرة لما لمسنا فيه من رغبة وطموح في العمل بكل جدية.
الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة
لجهة الدار البيضاء سطات
المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة
لجهة الدار البيضاء سطات
الثانوية التأهيلية عبد الرحمن اليوسفي سطات
تقرير صحفي
منطقة حي السلام بين الماضي والحاضر
تحديات وإشكالات بيئية
تُعد منطقة حي السلام من المناطق حديثة البناء بمدينة سطات، بحيث تميزت هذه المنطقة -سابقاً قبل تجهيزها- بالمساحات الخضراء من غابةٍ وأراضي مُخصصةٍ للفلاحة والزراعة. لكن نظراً للتوسع الجغرافي للمدينة، ولهجرة سكان البادية؛ ستعرف هذه المنطقة اكتساحاً وتمدداً للإسمنت والعمران، مقابل اختفاء الغابة وتراجعٍ واضحٍ للأراضي الفلاحية المخصصة للزراعة والرعي.
شكّلت الغابة التي امتازت بها منطقة حي السلام سابقاً نظاماً بيئيّاً بامتياز، كنظامٍ ساهم في تصفية الهواء وتنقيته، يعيش فيه الكثير من الحيوانات البرية، خاصةً الطيور التي تتغدى من التربة وحشراتها. قدمت لنا الغابة فضاءً يتردد الناس عليه؛ قصد الاستجمام فيها أو لأغراض طبيةٍ، نظراً لما تُوفره الغابة من أعشابٍ طبيةٍ وعسل بري، مما جعل من الغابة رافعةً لتنمية المنطقة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. نُشير كذلك أن الأراضي الفلاحية التي اختفت في منطقة حي السلام، والتي كانت تُوفر مَورد عيشٍ لكثيرٍ من الفلاحين، الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بالبنيان، قد تحولت تُربتها الغنية والصالحة للفلاحة (باعتبارها نظاماً بيئياً يوفر دورة الحياة لمجموعة من الكائنات؛ حيوانات وحشرات) إلى بقعٍ أرضيةٍ مبنيةٍ. (الهدف 15)
تحولت منطقة حي السلام بسبب سوء التخطيط والتدبير؛ من نظام بيئي إلى منطقةٍ سكنيةٍ تعاني ساكنته من مشاكل بيئية خطيرة بعدما تم القضاء سابقاً عل الغابة والأراضي الفلاحية، تتجلى في تسمم المياه (الهدف 6)، وتراكم النفايات، لذلك نطالب السلطات المحلية التدخل العاجل، كما نهيب إلى ساكنة الحي، وهيئات المجتمع المدني الانخراط الفعال، لتجاوز هذه الإشكالية التي تعيق تنمية المنطقة وتساهم في تكريس الفقر والجهل (الهدف 1)، وانتشار الأمراض والأوبئة (الهدف 3).
كما تعلمون أن حلم كل طفلٍ في العالم؛ هو بيتٌ جميلٌ يأويه، وفضاءٌ يلعب فيه، ومساحاتٌ خضراءٌ تُحافظ على صحته، ومدرسةٌ تفتح له آفاق التعلم الواسعة (الهدف 4)، لهذا رصدت المنظمة العالمية سبعة عشر هدفاً يسمح لتنميةٍ مستدامةٍ لكل سكان العالم بما فيهم الأطفال.
قررنا إذاً، نحن مجموعةٌ من التلاميذ القاطنين بالمنطقة؛ الانخراط في دراسة ومعالجة هذه الإشكالية، لذلك كان انخراطنا بنادي البيئة، وبمسابقة الصحفيين الشباب حافزا معنويا ساعدنا على تدبير هذه الإشكالية. بعدما ساعدتنا الحصص المقدمة من طرف أستاذنا على التعرف عل مهن الصحافة، وعلى كافة وسائل وتقنيات البحث والتقصي، حاولنا إذاً، أن نلعب دور الصحفي ونُقدم بحثاً صادقاً وموضوعياً، فالبحث الحقيقي لا يكون صادقاً إلاّ عندما يكون بحثاً ميدانياً.
اعتمدنا في انجاز هذا التقرير الصحفي الخطوات المنهجية التالية: التعرف على الإشكالية عن قرب عبر التقصي المباشر، وجمع المعطيات وتقصي آراء ومعاناة الساكنة مع الإشكالية، بعدما قُمنا بتقسيم العمل بين من سيقوم بالتقاط الصوّر الفتوغرافية، ومن سيقوم بتقصي الحقائق عبر اجراء حواراتٍ صحفيةٍ مع ساكنة الحي، ثم قمنا بالاتصال بالجهات المعنية من سلطات مختصة، وبطبيبٍ مختصٍ قصد الاستفسار عن آثار وعواقب الثلوث البيئي الناتج عن قناة الصرف الصحي.
لكي نتعرف أكثر حول الموضوع طرحنا عدة تساؤلات على ساكنة المنطقة من قبيل:
- ما المشاكل التي تواجهونها مع هذه القناة؟ وما هي المخاطر التي تشكلها لكم؟
- ما هو السبب الرئيسي الذي يجعل الناس ترمي بالأزبال في القناة، وما مصدر المياه الراكدة؟
- سمعنا أن القناة أصبحت تشكل مصدرا للأوبئة والأمراض لذا الساكنة وخاصة لذا الأطفال، هل هذا صحيح؟
- هل قامت السلطات المحلية بإجراءات للحد من هذه الإشكالية البيئية الاجتماعية؟
بعدما قمنا بتجميع كل المعطيات، وأمام هذا التراجع البيئي الخطير، والذي يضرب عرض الحائط منطق التنمية المستدامة، نُسجل نحن تلاميذ الثانوية عبد الرحمن اليوسفي التأهيلية عدة ملاحظاتٍ، وهي كالتالي:
- نستنكر الحل الترقيعي في تدبير الوادي الذي يمر من وسط الحي عبر إنشاء قناة للصرف-تجدون الصور مرفقة-، والذي تحول إلى مكبٍ للنفايات -بما فيها النفايات النافعة القابلة للتدوير وتلك الخطيرة السامة-.
- تحولت قناة الصرف الخاصة بالوادي إلى مطرحٍ للنفايات المنزلية، وللنفايات التي مصدرها الباعة المتجولون، هذه المياه تتحول بعدها إلى مصدر لسقي للمزروعات الفلاحية.
- نستنكر كثرة الأزبال والنفايات مع قلة حاويات الأزبال، والتي أصبحت تشكل مكاناً مفضلا للرعي الجائر، ثم نتساءل كيف يُمكن التشجيع على السكن في الحي في غيابٍ تامٍ للمساحات الخضراء (الهدف 10)، بعدما صار المنظر الجمالي للحي بشعاً مع قناة الصرف الخاصة بالوادي (الهدف 11)؟
- نشير إلى خطورة المياه الراكدة والتي مصدرها مياه الصرف الصحي، ومياه الأزبال المتراكمة، والحيوانات الميتة من كلاب وحمير، هذه المياه تبين لنا بعد الاتصال بطبيب أنها جد خطيرةٍ، وتُشكل خطراً على صحة الإنسان، ولجودة الفرشة المائية، لما تحتويه تلك المياه من ميكروبات خطيرة، قد تتسبب في أمراضٍ تنفسيةٍ وجلديةٍ لذا الأطفال والكبار، وكذا الرضع.
- لاحظنا انتشار الحشرات والقوارض الخطيرة، والتي قد تهدد سلامة الأطفال بعدما لاحظنا بأنهم يلعبون في قناة صرف الوادي.
- نحظر من تردد مجموعة من المتشردين والصعاليك إلى القناة قصد القيام بأعمال منحرفة، وهذا قد يشكل تهديدا حقيقيا على سلامة ساكنة الحي من اختطاف واغتصاب أو قتل.
- نندد بشدة الروائح الكريهة المنبعثة من قناة صرف الوادي.
أمام هذا الوضع غير الصحي، نطالب نحن تلامذة الثانوية التأهيلية عبد الرحمن اليوسفي الإسراع في حل المشكل، ونقترح تغطية قناة صرف مياه الأمطار والوادي، وإنشاء فضاءات خضراء وملاعب القرب، وإعادة النظر في سياسة التعمير، كما نقترح إعادة زراعة الأشجار لإحياء الغابة من جديد، كما نؤكد على أن المحافظة على البيئة ونظمها يدخل في صلب السياسات الدولية
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=5939