في مستهل شهر فبراير الذي نودعه اليوم، قام شاب حاصل على دبلوم في الصيدلة ومستوفي كافة الشروط بايداع ملف طلب رخصة ادارية لفتح صيدلية بحي الوحدة زنقة الياسمين بسطات لدى المصالح المختصة بعمالة اقليم سطات. ليعيش معها وبعدها معاناة لم يتصورها قط في مشىواره الدراسي المليء بالتحديات والاكراهات.
اول محطة تمثلت في اكتشاف الادارة المعنية بان العقار موضوع الترخيص يتكون من جزء هو عشوائي فيتم تنفيذ هدمه بسرعة غير معهودة. سرعة تسائل مبدأ استقلال المرفق العام وتشخيص ادارة الدولة ! هكذا تم تجهيز تبرير موضوعي يتمثل في مساحة العقار التي تقلصت. اصرار الشاب وايمانه بدولة الحق بالقانون دفعه لعدم الاستسلام وهو في بداية مشواره العملي والاسري، فالعزيمة والاصرار هما قوة الشباب وهم ميزات الشباب المغربي خصوصا الذي لا يعرف الانهزام عندما يكون مسلح بالنصوص والمساطر. امور دفعته للعمل على الحصول على جزء هام من الطابق الارضي للعقار ليكون مطابقا بكثير للمواصفات المطلوبة. لكن، يتضح انه مع كل هذا المجهود تأبى بعض المصالح بالعمالة الا ان تخبره برفض الطلب شفويا ودبلوماسيا، وبان هناك طلب آخر في الانتظار. لكن سلاح الاصرار المرتكز على القانون كان زاده دائما لمواصلة بداية معركة الحياة، فطالب بايفاد لجنة مختلطة مرة واخرى ، لتحل لجنة جد مختصرة بعين المكان يوم امس الأربعاء وبعدها يتم الاخبار بطريقة قديمة في مكتب باشا المدينة ان الجواب سيتوصل به من قبل قائد الملحقة الادارية التي يتبع لها محل سكناه، او عون سلطة حي سكنه!! واقع اصابه بصدمة، ومعها انهيار عصبي لوالدته. انهيار ادى للاغماء ثم لنقلها عبر سيارة الاسعاف من مكتب الباشا الى انعاش سطات…
واقع قد يحبط من عزيمة الشباب، خصوصا ان كان مجانبا للقانون والصواب. والغريب في هذا الملف هو ما يصرح به بعض المسؤولين للمعني بالامر، والاغرب بكثير هو عدم احترام المادة 58 من القانون 17-04 بمثابة مدونة الادوية والصيدلة التي تنص على ان :” تتم مراقبة مطابقة محل الصيدلة للمعايير المشار اليها في المادة 57 اعلاه من طرف لجنة يحدد تاليفها بنص تنظيمي وتضم وجوبا ممثلا عن هيئة الصيادلة.” وهو ما لم يتم احترامه البثة في طلب هذا الشاب، لان مسؤولة الهيئة عند تواصل اخبار سطات معها لاستقراء رأيها، اكدت انه لا علم لها بالملف ولم يتم استدعاء الهيئة البثة!
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=8755