وداعاً محطة سطات “Gare de SETTAT”

هيئة التحرير
2024-03-21T23:59:49+01:00
هنا سطات
هيئة التحرير21 مارس 2024آخر تحديث : الخميس 21 مارس 2024 - 11:59 مساءً
وداعاً محطة سطات “Gare de SETTAT”

بعد أزيد من قرن في خدمة الزبناء لتصبح علامة ومعلمة من معالم المدينة والاقليم. منشأة تشهد على مجموعة من المواقف والمحطات التاريخية للمدينة، صدمها قرار الهدم المجحف في حق خدماتها، بعد أن عاينت بنات عمرها من محطات دشنها المستعمر الفرنسي في نفس الظرفية لا تزال قائمة رغم إحالتها على التقاعد. نذكر هنا محطات كل من البيضاء المسافرين، مراكش وغيرها من محطات الجيل الأول للسكك الحديدية بالمملكة التي تم تكريمها والحفاظ عليها كذاكرة للسكة الحديدية أولا، ثم للمدينة.

منذ أزيد من عقد والسكك الحديدية بالمغرب تعمل على تحديث محطاتها لتُساير متطلبات وتطورات العصر . جيل جديد من المحطات يبرز توجه الدولة المغربية الفخورة بهوياتها والمتشبثة بأصالتها وثقافاتها، بانفتاح على معاصرة تخدم أصالتها ورأسمالها المادي واللامادي. وهو ما دفع المسؤولين إلى الحفاظ على المحطات القديمة التاريخية، وتدشين محطات حديثة بجانبها أو قربها.

في سطات، المدينة اليتيمة، قامت سكك الحديد المغربية بإزالة وهدم التاريخ والذاكرة لتبدأ تاريخ جديد معها. فالسكك الحديدية بسطات، ومن خلالها وزارة النقل واللوجيستيك تقوم بهدم محطة عمرها أكثر من قرن لتعويضها بأخرى تبدأ بها تاريخ جديد. تاريخ من أبرز معالمه أنه يقصي سطات من جغرافيا التنمية المغربية من خلال برمجة خط سير القطار فائق السرعة “البراق” من خارج سطات وبدون محطة توقف فيه! تاريخ تبدؤه سكك المغرب مع سطات بالاسراع في هدم محطتها، والتباطؤ الغير مسبوق في بناء قناطر تعهدت مسبقا بها. تاريخ جديد تزهر معالهم في تعامل سكك المغرب مع زبنائها من سطات الذين يتراوحون بين 2000 و 3000 يوميا جاعلين من سطات من بين 10  محطات الاولى في المملكة. فسكك المغرب لم تقم، كما هو الامر في مدن مجاورة بنهج سياسة تواصلية توضح للزبناء والساكنة مشروعها وتصميم وصور المحطة المقبلة. لسان حال سكك سطات يقول لنا نحن في سطات زبناء من درجة أخرى لا يمكن مقارنتهم بمراكش و البيضاء الوازيس وبن جرير؟ 

البكاء على الميت خسارة، كما يقول المثل المغربي الحكيم، لكن تشخيص سبب الوفاة وتفادي حالات مماثلة، أمر ضروري. نعم تم اغتيال محطة سطات ومعها جزء من تاريخ وطن وتاريخ مدينة هي جزء من هذا الوطن الذي يجمعنا. اغتيال يظهر بجلاء مستوى “اليتم” الذي تعانيه سطات، ومعها الاقليم ككل، “يتم” على مجموعة من المستويات.

“يتم” جعل من سطات عاصمة الشاوية مثمورة المغرب، تعاني من الروائح الكريهة للاسماك.. “يتم” جعلها الاقل حظا في المرافق والفرق الرياضية..

“يتم” يتجسد في بطئ المشاريع التنموية المهيكلة بالاقليم الذي تعاني دواويره عزلة تامة وقلة أن لم نقل انعدام المرافق في دوائر سطات وبن احمد والبروج..

“يتم” يتجلى في القضاء وترحيل التظاهرات الوطنية الكبرى من معرض الحبوب للفلاحة إلى الصردي..

“يتم” يصرخ في صمت المسؤولين بصوت عال حول البنية الفندقية بسطات والسياحية بالاقليم، من فندق المنتزه، إلى المشاريع السياحية المتوقفة على جنبات واد ام الربيع..

“يتم” تجسد في حصة الاقليم، الاكبر في الجهة من حيث المساحة، من مشاريع الجهة التي تم تنفيذها منذ العمل بالجهوية الجديدة التي حولت سطات من عاصمة جهة إلى اقليم بجهة تحمل فقط اسمه وليس همومه مشاكله…

“يتم” في النخب المنتخبة التي اختارتها الساكنة والتي أعطتنا اقليم ناقص عدديا بالجهة والبرلمان، مقارنة مع اقليم مجاورة…

نعم “يتم” تتحمل الساكنة جزء منه، وسيؤدي فاتورته غاليا نحن الساكنة وابناؤنا والاجيال القادمة، “ماتت” محطة سطات، لكن هل سينبعث سطات من جديد؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.