في وقت كثر فيه الحديث عن مدارس الريــادة التي تهدف إلى تحسين جودة التعليم في المدارس العمومية، من خلال تطوير المناهج وطرق التدريس، وتزويد المدارس بالتقنيات الرقمية الحديثة، وتدريب المدرسين، وتوفير بيئة تعليمية محفزة للتلاميذ. مازالت بعض المؤسسات التعليمية بإقليم سطات خارج الركب و تتخبط في عدة مشاكل بنيوية نتيجة تواطؤ مسؤوليها مع المديرية الإقليمية للتعليم بسطات، وتسويق صورة ايجابية لا تعكس الواقع المزري التي تتخبط مؤسساتهم و اعتماد أساليب ترقيعيــــة لا تراعي مصالح الأباء و المتمدرسين و الأساتـــذة .
مناسبة هذا الحديث ما تعرفه الثانوية التأهيلية البروج من مشاكل تقوض العملية التعليمية من أبرزها النقص في الموارد البشرية و غياب الحجرات و عدم تعويض أقســـام البناء المفكك و مشكل الاكتظاظ الكبير في الفصول الدراسية، حيث تشير أرقام إلى وجود أقسام تضم أكثر من 48 تلميذًا، ومشكل الضــــم ( الجدع مشترك خدماتي مع مستويات شعب الآداب ) و حرمات ما يزيد عن 20 تلميذا من المتعثرين بإحدى المواد من عمليات إعادة التوجيه ، ما يضع الأستاذات و الأساتذة أمام مهمة شبه مستحيلة لضمان جودة التعليم. و تعكس هذه الوضعية المفارقة المستمرة في قطاع التعليم المغربي، الذي يُسوّق كل إصلاح فيه كمنعرج حاسم، لكنه غالبًا يتحول إلى محطة إضافية في مسلسل الأزمة الدائمة للمدرسة العمومية التي لم تعد اليوم أداة للترقي الاجتماعي كما كانت في الماضي؛ أبناء الأسر الميسورة يدرسون في مدارس خاصة ، بينما يُجبر أبناء الفقراء على التكيف مع نظام ضعيف البنية والتجهيــــزات و واقع يفرض فرضا ضدا عنهم بالمذكرات.
فباسم مدارس الريــــادة المفترى عليها بهذه الربوع و التي لم نرق بعد لبلوغ مستوياتها و بنياتها وروائزها تم إلحاق جميع تلاميــــذ المؤسسات التعليمية بالمدينة بثانوية بني مسكين الإعداديــــة وخاصة الذين يقطنون على بضع أمتار من الثانوية التأهيلية البروج ضدا على رغبات الآباء و الأمهات بالأحياء المجاورة لها ك: أولاد غالم، أولاد يوسف، حي القائد بوحافة، تجزئة الحسنية ، أولاد بوشعير و الفقرة و بعد أن تم إغراق ثانوية بني مسكين الإعداديــــة بذلك الكم من التلاميذ الى أن اندلعت شرارة الاحتجاج فتدخلت مديرية التعليم بسطات كإطفائي حريق لامتصاص الغضب والسماح لحوالي 50 تلميذ من مدرسة بني مسكين فقط بالانتقال .
أما القسم الداخلي بهذه المؤسسة الذي تتواجد مراقده في وضع كارثي و تفتقر لأدنى الشروط الآدمية للعيش، باستثناء أسرة عبارة عن هبة من مؤسسة بنكية ، هذا القسم لا يتوفر لا على حارس عام للذكور و لا حارس عامة للإناث ليكونا صمام أمان لضبط نزلائه و حمايتهم من مظاهر الانحراف و الارتماء في أحضان لوبيات المخدرات ، بالإضافة إلى غياب النظافة به ومحيطه و انتشار الكلاب و قد تواصلت انتقادات عدد من الفاعلين لهذه الوضعية و للخصاص الحاصل بموارده البشرية و عجز الوزارة الوصية عن تقديم حلول حقيقية لأعطابه والاكتفاء بإجراءات وصفوها بـ”الترقيعية” في كل موسم دراسي.
إن ثانوية البروج التأهيلية داخل المدار الحضري لمدينة البروج بإقليم سطات، تعتبر من أعـــرق المؤسســات التعليمية بالمدينة و كان لها الفضل في تعليم عدد من الكوادر التي تتقلد مناصب عليا داخل مؤسسات الدولة ، و معالجة هذه الأزمة التي تتخبط بها ، تبدأ من توفير بنيات التحتية وتوفير التجهيزات الضرورية، وتوفير الكفاءات التعليمية و التربوية، وضمان توزيع عادل للموارد، وصولًا إلى تعزيز دور المدرسة العمومية كرافعة أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وبدون ذلك، و الاعتماد على تقارير لاتعكس الواقع وتحابي مسؤولي المديرية الإقليمية للتعليم بسطات و التماهي مع أساليب الترقيع سيجعل هذه المؤسسة خارج الركب لأن مساحيق التجميل في التقارير يكذبها الواقع.
الثانوية التأهيلية البروج مشاكل بالجملة و حلول بالترقيع ….

رشيد بنكرارة
المصدر
د