و لا على مستوى البنيات التحتية، الذي يعكس هشاشة الوضع الاجتماعي العام، و يؤكد الحقيقة الدائمة، المتعلقة بالفوارق الحقيقية، بين الخطابات السياسية، والجمعوية والخطابات الغوغائية، استغل الجمهور السطاتي المقابلة التي جمعت بين فريق الفتح الرياضي السطاتي لكرة القدم داخل الصالة و نادي القصر الكبير، و التي دارت أطوارها مساء اليوم بالقاعة المغطاة للمدينة، كفرصة ذهبية من أجل التعبير عن سخطهم واستنكارهم لما آلت إليه المدينة، عن طريق تمرير رسالة انتقادية واضحة المعالم لبعض مسؤولي المدينة، إزاء التردي واستفحال الفضائح التي ضربت العديد من المؤسسات الإدارية بالمدينة .
وفي هذا السياق، قامت جماهير الترا “الإمبراطور” المساندة لفريق الفتح الرياضي السطاتي بتعليق تيفو “نحن في مدينة الفساد”، داخل القاعة المغطاة، حتى يتسنى للحضور الرياضي، وكذا القناة الناقلة للمباراة تمرير وايصال الرسائل التي تحملها الجملة الإستنكارية على نطاق واسع، كواحدة من أهم مفارقات الزمن السطاتي الرديء، الذي أنجب بالأمس القريب أجيالا متعاقبة من رواد الفن والرياضة والسياسة، واليوم شبابها أصبح يدور في دوامة التيه، تآكل على الجدران من جراء البطالة القاسية، و الفراغ القاتل، حتى أصبحت علامات الشيخوخة بادية على جفونهم، والشيب غزا رؤوسهم، رغم صغر سنهم، منهم من سار على درب الإنحراف، فامتهن حرفة النشل والسرقة، ومنهم من تعاطى لشم “السيليسيون” وشرب الكحول، ومنهم من أصبح متسولا رغم قوة عضلاته.
فهل إقتربت الشرارة، التي تنطلق منها بداية المحاسبة، و إقبار سياسة الريع، وترسيخ سياسة قائمة على تكافؤ الفرص، والعدل والمساواة، وإيجاد من يمثل الساكنة أحسن تمثيل، ويعبر عن طموحاتهم وتطلعاتهم ويدافع على حقوقهم التي ناشد بها ملك البلاد محمد السادس ؟
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=2110
عذراً التعليقات مغلقة