قنصلية المغرب بإشبيلية.. خدمات غائبة ورقمنة معطّلة والمواطنون في مهب الإهمال.

هيئة التحرير
وطنية
هيئة التحرير18 يوليو 2025آخر تحديث : الجمعة 18 يوليو 2025 - 2:57 مساءً
قنصلية المغرب بإشبيلية.. خدمات غائبة ورقمنة معطّلة والمواطنون في مهب الإهمال.

اخبار سطات :

في الوقت الذي تبذل فيه الدولة المغربية جهودًا مشهودة على المستوى الدبلوماسي الدولي، وتمكّنت من تحقيق مكاسب استراتيجية مهمة واعترافات داعمة لمصالحها الوطنية، يعيش المواطن المغربي المقيم بالخارج، وتحديدًا في إسبانيا، وضعًا مأساويًا داخل مرافق بعض القنصليات، وعلى رأسها قنصلية المغرب بمدينة إشبيلية.

تَوقِفُ المصالح وتعطيل الخدمات،جعل الجالية المغربية تشتكي من غياب شبه تام للتواصل الفعّال داخل القنصلية، حيث تُعطّل مصالح الناس دون مبررات واضحة، وتتحوّل الإجراءات الإدارية البسيطة إلى مساطر معقدة مليئة بالتأجيلات والبيروقراطية، ما يُؤثّر بشكل مباشر على ارتباط المواطن بوطنه الأم، ويفقده الثقة في مؤسسات كان من المفترض أن تكون سندًا له.

رغم أن المغرب تبنّى في السنوات الأخيرة خيار الرقمنة كمسار استراتيجي لتسهيل الخدمات، فإن هذه المقاربة لم تجد طريقها إلى التطبيق العملي داخل قنصلية إشبيلية، إذ إن جلّ المنصات الإلكترونية لا تشتغل بشكل فعّال، ولا تُقدّم أي حلول حقيقية، ما يجعل المواطن مضطرًا للانتظار لساعات أو حتى أيام، دون جدوى.

محاولات الاتصال بالقنصلية غالبًا ما تبوء بالفشل، إذ يشتكي المواطنون من غياب الرد على المكالمات، وتعدد الأرقام بدون أي تنسيق فعلي، وكأن المواطن يُخاطب جدارًا صامتًا. حتى عندما يلجأ البعض إلى وزارة الخارجية نفسها، لا يختلف الحال كثيرًا: بيروقراطية، كثرة الأرقام، غياب التتبع، ولامبالاة قاتلة.

ومع اقتراب العطلة الصيفية، يعيش عدد من المواطنين المغاربة المقيمين في إسبانيا ضغطًا نفسيًا كبيرًا، بسبب تعطل الوثائق الإدارية الضرورية للسفر أو تجديد الجوازات والبطاقات، مما يحرم الكثيرين من زيارة الوطن ورؤية ذويهم بعد شهور من الغربة والعمل المضني.

إذا كانت السياسة الخارجية تمشي بسرعة الاعترافات والانتصارات، فإن الخدمات القنصلية لا تزال تعاني من شلل إداري مزمن. من هنا، فإن الجالية المغربية بإشبيلية توجّه نداءً عاجلاً إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من أجل التدخل الفوري ومساءلة المسؤولين بهذه القنصلية، وإعادة الأمور إلى نصابها خدمةً لمصالح المواطنين، وحرصًا على كرامتهم وارتباطهم بوطنهم.

لأن كرامة المواطن المغربي لا يجب أن تبقى حبيسة المكاتب المغلقة وهواتف صمّاء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.