لا تغضب ياسيدي البرلماني عندما تركب سيارتك الفخمة وتجوب كل البوادي طولا وعرضا في حملاتك الإنتخابية، فلا تغضب عندما تمر من وسط الوحل ومن الطرق المحفرة لأنها من صنعك ” ولبغى العسل يصبر قريص نحل “. فإصبر إن وقفت سيارتك في حفرة ما، أو إن أصابها عطب أو أن يغطي الغبار وجهك ، فإصبر إن لم تجد بئرا من أجل أن تشرب لكن تذكر بأن الساكنة وأبناء الفقر و الغبار يشربون يوميا من المجاري المائية التي تحمل مختلف الجراثيم، فإصبر ولا تغضب إن سألك مواطن قروي أمي لا يعرف ما معنى السياسة ومامعنى الألف أين كنت كل هذه السنين؟، فلا تغضب منه لأنه لا يفهم بأنك جئت من أجل إخراجه من عالم الفقر والعزلة و من صفحات الهشاشة… كما وعدته من قبل ولم تفي بوعدك لأنه لو كان حقا يفهم لما يمنحك صوتك وهو يعرفك حسن المعرفة…لأنك خائن ياسيدي البرلماني…
فلاتغضب إن قمت بتقبيل يد شيخ أو قبلت رأس إمرأة قروية وأحسست بالضيق والحرج، فلا تغضب إن رأيت اطفالا يحملون محافظ ممزقة وأقلام مكسرة ويرتدون أحذية بلاستيكية وسراويل متقوبة وممزقة صدفوك في حملاتك الإنتخابية وهم متجهين نحو المدرسة قاطعين الكيلومترات من أجل طلب العلم ولو في ” الغيس” لأنهم يبحثون عن الحقيقة على من جعلهم يسيرون في الظلم والظلام، فإصبر ولا تغضب…
فلا تغضب إن قمت بتوزيع ” الزرقة ” على سكان الكهوف والقرى المنسية لإنك حقا ستعيد كل تلك الأموال التي وزعتها إلى جيبك فقط في 5 سنوات.
فإضحك وإبتسم ياسيدي وبلغ سلامي إلى أهل البوادي فلقد سمعت بأنك زرتهم هذه الأيام تمهيدا ل 7 أكتوبر.
فلا تغضب ياسيدي البرلماني فأنا مجرد مواطن يقوم بواجبه الإنتخابي كباقي المواطنين… فلا تغضب.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1200
عذراً التعليقات مغلقة