وتنشيط دورة الحياة الاقتصادية المحلية للجماعات والمدن على حد سواء، كما يبقى ارتباط المواطن بها ارتباطا قويا لا مناص منه.
وفي سياق التاريخ، لعبت الأسواق الأسبوعية أدوارا اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة ومهمة في العصور الماضية، فقد كانت مكانا لتبادل السلع والمنتجات والبضائع والمصنوعات، بين السكان سواء منها المستوردة أو المحلية، وكانت مكانا لاجتماع القبائل والسكان لتبادل الأخبار، وحل الخلافات وغيرها، بل وكانت تستغل كمكان لتجمع الجيوش وتجهيزها وتموينها .
وموازاة مع هذا الإستقراء لماضي الأسواق الأسبوعية وأدوارها بالمغرب ، أبينا إلا أن نجري “بحث استكشاف ملموس” للواقع الداخلي لسوق خميس سيدي محمد بن رحال التابع لقيادة اولاد بوزيري إقليم سطات متكبدين عناء الرحيل وقصاوة الجو، فقمنا بجولة كبيرة بداخله بدءا بإستنطاق أنماطه المكانية مرورا بتوزيع الباعة بمختلف تخصصاتهم بداخله، بالاعتماد على آليات البحث العلمي عبر الملاحظة والاستبيان والاستمارة والإحصاء والمقارنة، وصولا إلى جرد بيان حقيقة لبعض أسراره الداخلية بغية السعي نحو الفهم ثم إستنباط مكامن الخلل والخبايا التي يختزنها هذا السوق الأسبوعي.
و في ظل هده الوضعية المزرية التي يتخبط فيها هذا المرفق العمومي، يبقى المواطنون بمركز خميس سيدي محمد بن رحال في حيرة من أمرهم بخصوص دور المجلس القروي، وعن لغز سكوت رئاسته عن هذه الوضعية المختلة التي حولت السوق الأسبوعي إلى نقطة بيئية سوداء بما يجعلها تخل بالتزاماتها التي يفرض عليها الميثاق الجماعي الالتزام بها من قبيل ما جاء في المادة 50 منه :”ينظم (رئيس المجلس القروي) ويساهم في مراقبة الأنشطة التجارية والمهنية غير المنظمة التي من شأن مزاولتها أن تمس بالوقاية الصحية والنظافة وسلامة المرور والسكينة العمومية، أو تضر بالبيئة”.
وفي هذا الصدد ، رصدت “اخبار سطات” أن هذا الفضاء لا يقل سوءا عن سابقه، حيث يتم ذبح الدجاج ورمي بقاياه في عين المكان، مما كون طبقة سميكة من مخلفاته، هذا مع الإشارة إلى أن الظروف التي يذبح فيها تبقى بعيدة كل البعد عن شروط السلامة الصحية، فالأوعية التي يسخن فيها الماء كثير منها كان يحتوي على مادة الصباغة، ولا يخفى على أحد الأثر السيء لهذه المادة على صحة الإنسان، والطاولات التي يوضع فوقها يعتريها الصدأ، وغير بعيد عن المكان يطل مطرح أزبال آخر مكون من أحشاء وبقايا السمك الذي يستغله أصحابه في القلي، ويتخلصون من فضلاته برميها به.
ووقفت “أخبار سطات” على ظروف وشروط ذبح البهائم والأغنام بالسوق الأسبوعي السالف الذكر بخميس سيدي محمد بن رحال ، وسجلت مجموعة من الملاحظات المرتبطة بفضاء الذبح الذي يفتقر إلى شروط النظافة، إذ يتم وضع الكبد والطحال والقلب والرؤوس فوق الأرض المبللة بالبول والروث، كما أن “الأحشاء” تغسل في براميل يعلوها الصدأ ويظل الماء بها لعدة أيام دون تغييره، وتتكرر العملية كل أسبوع، دون أن يتحرك المجلس القروي وسلطات الوصاية لإيجاد حل للمشكل.
فهل سيتدخل عامل إقليم سطات لرفع الحيف والضرر عن هذه الساكنة ؟ وهل حماة البيئة على علم بهذه الكارثة البيئة ؟
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1355
عذراً التعليقات مغلقة