على صفقة من اتصالات المغرب تقوم بموجبها الشركة بتوزيع بطاقات الهاتف النقال “جوال” مجانا على الوافدين عبر مطار محمد الخامس من أجانب وأفراد الجالية العائدين لقضاء عطلتهم الصيفية بالمغرب.
لإنجاز المهمة كان على الشركة توظيف بعقد عمل مؤقت طلبة جامعيين وبعض الشباب المؤهلين لإنجاح العملية ، قبل توقيع العقد أجرى المسؤول عن الشركة اختبارا كما تجري العادة في مثل هذه الحالات رغم أنه لم يمر بالنزاهة المطلوبة ، اختار بعض الشبان والشابات لتوقيع العقد تلته حصة تدريب على طريقة العمل ، إلى هنا لازالت الأمور تبدو عادية إلى حد ما لكن قبل أول يوم عمل أخبر المسؤول عن الشركة العاملين على أن 90 يوم المتعاقد عليها ستكون دون انقطاع ولا تعرف أي يوم راحة في خرق سافر لكل القوانين كما أنه لم يتردد في خرق بنود العقد الموقع ( نتوفرعلى نسخة منه) الذي يشمل توقيت معين للعمل على سبيل المثال المجموعة A حسب توزيعه للمجموعات تبدأ العمل الساعة 8 صباحا وتغادر الساعة 4 عصرا دائما حسب العقد، الغريب في الأمر التغيير الذي ألحقه صاحب الشركة حيت طلب سيادته من العاملين الحضور يوم 4 يونيو وهو أول يوم عمل على الساعة 7 صباحا عوض 8 صباحا ، بما أن مقر العمل يبعد عن الدار البيضاء بمسافة ليست بالقصيرة وللوصول في الوقت المحدد كان على العاملين مغادرة بيوتهم حوالي الساعة الخامسة فجرا ، نظرا للظروف الاجتماعية للشبان حضروا في الموعد الذي تخلف فيه المسؤول ، لكن عند حضوره متأخرا كانت برفقته شابة كانت غير موفقة في الاختبار حسب رأيه تعرف عليها الجميع، ما إن وصلت وسط شابات ضمن المجموعة حتى بدأت تروي لهن أنها قضت الليلة أي يوم 3 يونيو في البيت القريب من المطار الذي يكتريه مفروشا ، الواقعة التي أكدها شاب قضى الليلة في المنزل نفسه ، بعد لحظة ما إن أنزل بعض الأغراض من سيارته التي قدم بها رفقة الفتاة وآخرين حتى بدأ كعادته في الصراخ المبطن بالشتائم وجمع حوله كل الشبان وأمرهم بالعمل على توزيع 200 بطاقة لكل فرد منهم قبل المغادرة ، ظن الشباب أن زيادة ساعة عمل لا يضر وأن توزيع عدد البطاقات الذي أمر به ممكن داخل وقت العمل المتفق عليه مسبقا في العقد لكن رغم المحاولات الجادة والمعاملة القاسية والسيئة والمهينة لكرامة الإنسان منه على الخصوص ومن المشرفين الذين وظفهم لهذا الغرض لترهيب الشبان ليستغلهم لأقصى حد ، مع مرور الوقت بدأت تتضح صعوبة المهمة وتعذر عليهم توزيع العدد المطلوب من البطاقات.
عند حلول الساعة 4 عصرا طلبوا منه السماح لهم بركوب سيارة النقل التي أوصلتهم في الصباح وكانت متوقفة غير بعيد لتقلهم إلى وجهتم حسب الإنفاق إلا أنه رفض وأمرهم إتمام توزيع كل البطاقات المتبقية وكان عددها أقل من مائة لكل شاب بعدها يمكنهم المغادرة استسلموا للأمر الواقع وكلهم حسرة من الشاب الثلاثيني صاحب الشركة الذي كانوا ينوون التضحية معه من أجل إنجاح مهمته ويكونوا هم قد حصلوا على مقابل رغم هزالته ويكون هو قد أنجح المهمة رغم أنه لا يبدوا كذلك.
لم تشفع لهم عنده المجهودات التي بدلوها في ظروف قاسية ولم يسمح لهم بالمغادر إلا عند حلول الساعة 7 مساءا حيت قضى الشباب 12 ساعة عوض 8 ساعات تحت شمس حارقة دون أكل ولا ماء حتى الذهاب إلى المرحاض استعصى عليهم ، كما أن منهم من مر عبر المساطر القانونية وزوده من قبل بكل الوثائق اللازمة للعمل داخل المطار في ظروف مريحة وجيدة ، الشيء الذي سبق أن وعدهم به حسمه مع دوي المقربين وأخلف به وعده مع أبناء الكادحين.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1393
عذراً التعليقات مغلقة