فلنكن موضوعيين، و لننطلق من نقد ذاتي بناء، و نهجر الارث الديني و نترك النوستالجيا جانب و ننظر بعين الحاضر محاولين استقراء الماضي القريب لنخلص الى خلاصة سوداء أننا أسوء أمة أخرجت للناس نأمر بالمنكر و ننهى عن المعروف، لماذا كل هذه السوداوية؟
ألسنا شعب نأمر بالمنكر و ننهى عن المعروف؟ حين يبيع الفرد منا خمس سنوات من عمره و عمر ابناءه بورقة نقدية من فئة 200 درهم ، حين نصدق الكذاب و المنافق و الدجال و نحن نعرف أنه كاذب و منافق و دجال لا لشيء سوى لأنه ملتح و يتكلم بمنطق قال الله و قال الرسول، حين نسكت عن الحق و نرغم ابناءنا على السكوت و نربيهم على دخل سوق راسك و تفوتك غير انت و تحط، و بعد من السياسة، و راك ماشي قدهم، حين نصدق البرلماني و نحن نتابع جلسة عبر التلفاز و هو لا يستطيع حتى قراءة سؤاله و يليه رد الوزير الذي يقتصر على شكر النائب في ثلاثين ثانية و ينتهي وقت الرد دون ان يجيب، حين تصبح لدينا صور الفقر، و الجوع، و التشرد و الاغتصاب، و الجهل، و تدني الخدمات الصحية، و اختلاس اموال الشعب، و التغاضي على اللصوص الكبار، و محاكمة سارق خبزة، و الرفع من سن التقاعد، و خفض منحة الاساتذة المتدربين، و شراء الكاتكات التويرك، و التهديد بالفوضى في حالة عدم الحصول على ولاية ثانية، و استيراد شاحنات الازبال السامة، أليس أمام كل ما ذكرت و نحن جامدين صامتين لا نحرك ساكنا و لا نحاول تغيير المنكر ألسنا فعلا أسوء أمة اخرجت للناس؟ لكم حق الرد يا شرفاء.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1442
عذراً التعليقات مغلقة