سطات: اغتصاب للشوارع وسلب للملك العمومي وطمس لتاريخ مجيد

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير9 يوليو 2016آخر تحديث : السبت 9 يوليو 2016 - 12:44 صباحًا
سطات: اغتصاب للشوارع وسلب للملك العمومي وطمس لتاريخ مجيد

 أعيدوا لمدينة سطات مجدها وتاريخها وانقذوها من أيادي العبث بدل محاربة الميكا وتنزيل الغرامات على مواطنيها من البسطاء الذين يبحثون عن لقمة عيش ورغيف خبز؟؟

متى يا مدينتي تتخلصي من مظاهر البداوة وعربات الجر التي باتت عنوانا بارزا لنقل المواطنين وكأننا نعيش العصور الوسطى؟؟؟ متى يقف نزيف الباعة المتجولين وهم يعيثون فسادا بمعظم شوارعك؟ مدينتي الغالية، عروس الشاوية، اغتصبت شوارعك وأزقتك ودروبك لسنين كثيرة دون أن تراع حرماتك، طالتك أيادي النهب والسلب، فغيروا ملامحك وطمسوا معالمك، وصرت كصرح بلا تاريخ ولامعنى، همهم جمع المال و”زيادة الشحم في ظهر المعلوف كما يقال…” نهبوا ملكك العمومي واستباحوا حدائقك وقزموا من بساتينك وأزهارك وزرعوا عوضها كراسي وموائد خشبية لزوار لايغادرون إلا وثمن جلوسهم بعد احتسائهم كأس شاي أو قهوة مدفوع طبعا.

تغيرت الملامح وضاعت معها ذكريات الطفولة البريئة، أين “المارشي القديم قبالة قيسارية الشاوية..أين مقهى كوميرس وبيسيس وسينما كاميرا…أين فنانونك من الحليقية الكبار مثل الربيب، وحمامو، وعبد الرحمن، وووو، مدينتي الغالية تحولت بقدرة قادر إلى ضيعة خاصة في ملك أناس سال لعابهم على نهب ملك الدولة واستغلاله أمام أنظار المسؤولين بدون استحياء، فتحسنت أوضاعهم المادية والمعنوية على حساب المواطنين البسطاء و الشرفاء وعلى مصلحة الوطن، حتى أضحى الأمر كابوسا يهدد سلامة ومصالح المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين في كثير من الأحيان إلى الاستعانة بالأرصفة والطرقات من أجل الوصول إلى غاياتهم لتفادي الاصطدام بهذه الأسوار المتحركة.

فمنهم من استغل اندلاع الثورات العربية التي تندرج ضمن ما يطلق عليه بالربيع العربي، فأصبح معظم المواطنين يتحدثون عن الحقوق دون الواجبات رغم أن انفصالهما صعب للغاية، وهكذا أصبحت الإحتجاجات مطية لكل شيء بلا منطق يحكمها بدءا باحتلال الملك العمومي وتناسل الأسواق العشوائية وسط المدن وبساحات دور العبادة وتحولت هذه الأخيرة إلى مراكز تجارية عشوائية، وشرعت مافيات في البناء العشوائي، فتفرخت الأحياء العشوائية في وقت يتجه فيه المغرب إلى القضاء على السكن الغير اللائق.

متى يأتي الصبح يا مدينتي، ويتحرر كل شبر من شوارعك وأزقتك أو بالأحرى “زنكة زنكة درب درب شارع شارع، حتى يتحرر كل شبر مغتصب، تحرير نتمنى أن يكتب له النجاح ولا يكون مجرد زوبعة في فنجان كما يقال.

متى يا مدينتي تدوي صفارات الإنذار لتخليصك من قبضة العابثين بجماليتك؟؟ متى تتحرك الجهات المعنية لتحذف واجهات المقاهي والمحلات التجارية، وتلبس بذلك شوارعك وأزقتك ثوب الحرية، ويتحرر الملك العمومي ويتحرر معه المواطن ليأخذ نصيبه في الشارع….


نشر في هبة بريس يوم 08 – 07 – 2016
 

عذراً التعليقات مغلقة