لقد ارتأيت إلى إختيار هذا الموضوع، تزامنا و موعد الإنتخابات التشريعية المقبلة، والذي حددته الحكومة المغربية في السابع من شهر أكتوبر المقبل من السنة الجارية، ذلك أن النسبة المرتفعة، لعدم المشاركة في الإنتخابات في السنوات الأخيرة، تظهر أن عددا كبيرا من الناخبين خصوصا من الشباب لايمارسون حقهم في التصويت، بيد أن هذا الأخير( التصويت) يعد من أهم الإنجازات، التي ناضلت الشعوب وضحت لقرون من أجل الحصول عليها وممارستها في مجتمعات أصبحت اليوم ديمقراطية ، كما أن المغرب شهد تحولا كبيرا في ما يخص أفكار الشباب حول آليات العمل السياسي، وهو تحول نشأ عنه عزوف الشباب عن الانتخابات والأحزاب، على عكس سنوات السبعينيات التي تميزت بوعي الشباب وقتها بقواعد اللعبة السياسية.
وفي هذا الصدد، و بالرجوع إلى التاريخ، نجد أن مفهوم المواطن تم ترسيخه في القرن 18م وخاصة مع إعلان حقوق الإنسان والمواطن لسنة 1789، ومنه فأن تكون مواطن، هذا يتطلب منك بالمقابل أن تكون حاملا لجزء من الصالح العام، بمعنى أن تشارك، وأن تعمل، وأن تلتزم، وأن تساهم في بناء الصرح الديمقراطي الذي يشيد كل يوم .
وموازاة مع ما سبق ذكره، فالمواطنة هي أن تكون ملما بالحقوق والواجبات، وأن تكون لك الإمكانية و المسؤولية، لتحسين المحيط الذي تعيش فيه، يجب أن تشارك في شؤون المدينة، أو الجماعة، أو القرية، وأن تفكر في الأجيال القادمة، وأن تحترم البيئة، لتكون بالفعل سفير المواطنة النشيطة والصالحة والتي هي إحدى مفاهيم التنمية
إن التصويت، هو وسيلة السلم المدني، كما أنه ضمانة مهمة للتعبير عن المساواة السياسية بين المواطنين فهو لا يعبأ بأي تمييز عرقي، أو جنسي، أو ديني، أو إجتماعي، صوت واحد لكل مواطن، فعلى سبيل المثال ومن خلال التصويت تنبثق الأغلبية، تلك النخبة القادرة على المضي قدما إلى الأمام، فالتصويت هو أفضل تعبير عن الحرية الفردية، وأنجع تقنية ديمقراطية، للدلالة عن الإختيارات الشخصية، فبعدم الإدلاء بصوتك، تدع الفرصة للأخرين، ليقرروا مكانك، لأن عدم ذهابك سيحدث إخلالا جسيما بنتائج خارطة الطريق، كما أنه سيعطي الفرصة لفصائل وكيانات ليكون لها تمثيلا أكبر من حجمها الحقيقي، ناهيك أن العزوف سيعطي فرصة للأقلية، للذهاب واختيار شخص معين لتنفيذ تكليفاتهم بسبب عدم إقبال الأغلبية، وشتان بين العزوف الإنتخابي، والعزوف السياسي الحزبي .
التصويت هو الوسيلة الوحيدة، التي تمكن المواطن من ممارسة السيادة الوطنية، والتعبير عن الاختيار والوسيلة، التي من خلالها يشارك في تسيير الشأن العام لبلاده، فالتصويت يمنح المواطن الحرية الكاملة في قبول أو رفض أي برنامج سياسي أو مشروع مجتمعي، لأن التصويت تعبير يعكس مساواة المواطنين في الاختيار.
“صوت كل مواطن يؤثر”………….فهيا بنا جميعا وبدون إستثناء لنصوت .
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1550
عذراً التعليقات مغلقة