اللهم بعض المساحيق والزخرفة البلاغية وشويش من فن الخطابة السياسية الدسيسة تشهد مدينة سطات هذه الأيام حالة فتور غريبة بين “رمي الورد” و”لحيس الكابة” من مؤيد إلى معارض، فهذا يفرش طريق موكله بأرقى أنواع الكلام الموزون، وأفصح عبارات الشكر، والثناء، والعرفان، مقابل دريهمات قد تسد رمق جوعه من حاجته اليومية إلى حين، وذاك الأخر يرد، لكن على طريقته الخاصة، برفع قبعته إجلالاً وتعظيماً لسيده ورب لقمته، بالوقوف إلى جانبه في حملته الإنتخابية، عن طريق تمرير بعض الإنجازات، والنجاحات، من خلال النشر عبر المواقع الاجتماعية الفايسبوك والصحافة الإلكترونية، مستهدفاً في ذلك الطبقة البسيطة من عامة الساكنة السطاتية، التي لا تفقه شيئا في الكذب، والتضليل، والمراوغة السياسية، بغية الركوب على ظهورهم، وإختلاس ثقتهم، وتضمينها كأداة لتعزيز كفة الطرف المنتخب، لعلى وعسى التمكن، من محو تلك الصورة السلبية العالقة في المخيال الجماعي عند جل سكان مدينة سطات، المتمثلة في تواطؤ المسؤولين السابقين، كل هذا من أجل التعبئة الجماهيرية لتعزيز وتزكية الملف الحزبي .
غير أنه كان بالإمكان أحسن مما كان لو أطالوا النظر إلى موضع النجوم في السماء عوض النظر إلى موضع الأقدام وشتان بين هذا وذاك ، فلو انصب الإهتمام حول الصالح العام لكان أحسن ك :
– تحقيق أكبر قدر ممكن من إشباع حاجيات الساكنة السطاتية.
– جلب المشاريع الطلائعية التنموية.
– تحسين التدبير الحكماتي والمؤسساتي بشقيه المالي والإداري خصوصاً والمرحلة الجديدة التي تعرفها الجهة في ضل التقسيم الترابي الحالي 12 جهة عوض 16 جهة ، فانضمام سطات إلى الدارالبيضاء كجهة واحدة تحت إسم جهة الدارالبيضاء سطات لمن شأنه الرفع والنهوض بالمدينة لما للقطب الإقتصادي من مكانة جد متقدمة ومهمة ضمن لائحة المدن الهادفة والغنية.
– التفكير في جلب شراكات كنظرة إقتصادية دات طابع برمجة إستراتيجية استباقية كنقلة نوعية لسياسة المدى الأبعد تروم خلق فرص الشغل وإنقاذ ماأمكن انقاذه من الواقع المأساوي الذي تعرفه المدينة المتمثل في الخمول والجمود بكل تداعياته .
هذه المدينة التي لطالما كانت ضمن طليعة المدن الصاعدة ها هي اليوم، ويوماً بعد يوم، تزيد غرقا في مستنقع النسيان، فعدم الأخد بعين الإعتبار لمستقبلها ومستقبل اجيالها يدق ناقوس الخطر، خطر الزوال والاهمال، فما دورانها إلا داخل حلقة مفرغة وهذا ما يزيد الطين بلاً، وما العناية التي حظيت بها سطات زمن إدريس البصري إلا بمثابة الشفقة التي تعطى للمريض، ذاك الذي يصارع الموت داخل غرفة العناية المركزة، ويلزمه حقن الدم والأكسجين لكي يعيش .
ومنه وجب على المجتمع المدني السطاتي، بكل مكوناته وفعالياته، العمل على إعادة النظر في منتخبيهم، ومراقبة وفحص مدى نزاهة المنتخب، بالإضافة إلى معرفة، بل والتأكد من برنامجه القبلي والمستقبلي، ولما لا اختباره من مدى حكامة تدبيره، وحسن ترشيده للمال العام، وفق الثالوت المبدئي، النجاعة الفعالية الإقتصاد، بالخصوص والمكانة التي اعطيت للمواطن كفاعل تنموي وشريك في اتخاد وصنع القرار السياسي طبقاً لمقتضيات الدستور الحالي والذي إرتقى به على أساس الديمقراطية التشاركية كما أمن مشاركته في تدبير شؤونه والرفع من مساهمته في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة، فالتدبير الحر للجماعات الترابية الذي ركز عليه الدستور يعد دعامة أساسية للديمقراطية الترابية من خلاله اعطيت للمواطن الصلاحية والإمكانية للمشاركة في تدبير شؤونه اليومية من خلال منتخبه والمساهمة في تحديد السياسات الترابية .
هذا ونختم القول بأن المواطن السطاتي القح والغيور على مدينته والمستعد للذود من أجلها دائما وإلى الأبد مع من ينكر ذاته ليخدم هذه المدينة داخل إطار الحكامة المحلية والديموقراطية التشاركية ، وأن يأخد على عاتقه مهمة الزطاط لينجو بها إلى بر الأمان وأن يتحمل مسؤولية المراعاة وتخفيف معاناة الساكنة ومكابدتهم من جراء ويلات وتقاعس النخب السابقة فسطات هي بمتابة رحم إنجاب الرغوة المفكرة المثقفة، وظهرالقساوة التي يتحمل العديد من ساكنتها المهمشة مرارة العذاب، وجسم قد ينهك، ويهلك إن لم يجد من يهتم به .
فكفانا لحيس الكابة وكفانا كذب وتدليس وغبن الدراوش، نحن ومدينتنا في غنًى عن مثل هاته الخزعبلات فقد حان وقت التشميرعن السواعد والعمل على غرار باقي رجالات المدن الأخرى والوقوف وقفة الجندي الأبي لإعلاء صيتها ضمن لائحة المدن الهادفة
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1594
عذراً التعليقات مغلقة