الفصل 267 من القانون الجنائي بالجريدة الرسمية، الذي يقضي بتغيير وتتميم بعض أحكام القانون الجنائي، الذي صادقت عليه لجنة العدل والتشريع، ;والناص على عقوبات حبسية وغرامات لكل من أساء إلى الدين الإسلامي أو النظام الملكي أو حرض على الوحدة الترابية.
هذا الفصل الذي يمكن وصفه بالكارثي وبالردة الحقوقية القانونية، وذلك لتنصيصه على عقوبات بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة من 20000 إلى 50000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين.
كما ينص القانون على رفع العقوبة إلى الحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من 50000 إلى 500000 أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا ارتكبت الأفعال المشار إليها في الفقرة الأولى أعلاه بواسطة الخطب أو الصياح أو التهديدات المفوه بها في الأماكن والتجمعات العمومية أو بواسطة الملصقات المعروضة على أنظار العموم أو بواسطة البيع أو التوزيع أو بواسطة كل وسيلة تحقق شرط العلنية بما فيها الوسائل الالكترونية والورقية والسمعية البصرية. »
مباشرة بعد صدور هذا الفصل 267 ، كتب صديق تدوينة معبرة جدا تدل وبالواضح كيف أن الزواج، الإنجاب وتربية الأبناء وما يواكبهما من مسؤوليات كبرى، تجعل الإنسان المتزوج أو الزواج يحد من نضالية الرجل ومن معارضته الشرسة خوفا على أسرته ومستقبل عائلته…. ليصبح بذلك الزواج مؤسسة برجوازية تستكين للمهادنة وقبول الأمور كما هي، مما يؤدي إلى إعادة نفس الطبقات، نفس الأفكار والتحكمات وهكذا دواليك يعاد إنتاج الأكباش السياسية…..
وإليكم تدوينة صديقي على الفايسبوك ، كما هي :
” كرد فعل أولي على القانون الداعشي القروسطي الذي يحاكم الفكر و الذي صدر فعليا في الجريدة الرسمية الأسبوع الفارط، و بدءا من اليوم إتخذت قرارا بالتوقف عن نشر أي من كتاباتي و مقالاتي فيما يخص الإسلام بشكل كامل، سواء تعلق الأمر بتاريخه أو تفاصيل ظهوره أو الأحداث التي واكبته أو الشخصيات المؤسسة لهذا الدين، بما في ذلك القرآن و تفاسيره و الحديث و السنة و حتى المذاهب، و لست في حاجة لتبرير موقفي هذا، فكلكم تعلمون جيدا أن لدينا جميعا إلتزامات أسرية و إجتماعية و مهنية و مالية إلى جانب ما نعشق البحث أو الخوض فيه من مواضيع فكرية و معرفية، و ما دمنا نعيش في دولة باتت تقترب كل يوم من مفهوم الدولة الإسلامية الداعشية، و لا تخجل من إصدار قوانين تحرمنا من حقنا المقدس في الفكر و التعبير عن آرائنا و نشرها على الملأ، فلا نملك إلا أن نكون أنانيين إحتراما لإلتزاماتنا العائلية و الإجتماعية بالدرجة الأولى، و رغم كوننا نحب أن نعتقد في دواخلنا أننا أحرار من كل تلك القيود التي تحيط بالآخرين، فالواقع شيء مختلف تماما عما نصبو إليه و نحلم به … !!!
سوف أستمر في البحث و التنقيب و الدراسة و الكتابة كما كنت دوما، فهذا عهد قطعته أمام عقلي و لن أخل به ما حييت، لكنني سوف أمتنع عن النشر إلى وقت آخر، إلى نمتلك ما يكفي من القوة أو إلى أن تتغير الظروف للأفضل، بما يسمح لي بممارسة حقوقي و حريتي في التعبير كأي إنسان آخر في العالم الحر، و لا أخفيكم أنني قد بت أشعر بالخزي و الخجل من كون وطني قد سمح لنفسه بالتقهقر نحو الظلامية و الرجعية بهذا الشكل المشين، في وقت كنت أحلم فيه بأن الوضع سوف يتغير للأفضل … !!!
هذه نقطة سوداء في تاريخ وطني و سوف تسجل بحروف العار و الخجل مما وصلنا إليه اليوم، و أنا على يقين أن نتائجها الوخيمة لن تتأخر في الظهور، و إن كنت آمل في أن تستيقظ العقول المغيبة و يعود أولوا الأمر إلى رشدهم قبل فوات الاوان، و ليتحمل كل مسؤولية خياراته الرجعية … !!! ”
ويمكن القول أن أهم شيء يمكن إستخلاصه من التدوينة ، أن مسؤوليته كرب أسرة وزوج تحتم عليه وتضطره لترك الكتابة في المجال الذي يعشق، لأن الواقع مر وصعب جدا فشتان بين ما نريده ونحلم به من تغيىر وبين الحقيقة المرة والعالم الذي أصبح ماديا وصعبا في كل شيء.
ليضيف أنه ليس بمستعد للمخاطرة بإستقرار أسرته وأنه سيضحي بشغفه في نشر الخبايا الدينية تقديسا لأبنائه وأسرته، إلا حين تتغير الأحوال والأمور بالمغرب ونصبح بلدا ديمقراطيا
للأمانة، وأنا أقرأ تدوينة ذلك الصديق، شعرت بشعور غريب جدا لأول مرة أحس به، ألا وهو شعور الواقعية.
هذه الواقعية التي جعلتني أنا الآخر، أعيد النظر في مجموعة من الأمور، وأتذكر نصائح السيد الوالد الذي كلما كتبت مقالا حول النظام يقول لي بفلسفة وحب الأب لإبنه، الطريق الذي تسلكه ليس بآمن ومن يشجعك اليوم سيتنكر لك غدا إن وقعت، فنحن في المغرب ، نحن في المغرب لا تنسى ذلك.
ويبدو أن السيد الوالد وصديقي الفايسبوكي على حق، فما نحمله من نفحات وجينات نضالية بريئة، سرعان ما تتكسر على صخور الواقع الصلبة.
حيث الحياة أكثر قساوة والعالم الذي نعيش فيه أكثر مادية، نضطر فيه للإستكانة، ولو مؤقتا، والبحث عن ذواتنا وتحقيق مستقبلنا ومستقبل أسرنا المستقبلية.
في الواقعية دائما حينما عبرت مؤخرا على كون الشرطة مؤسسة مهمة داخل أي دولة ولا يمكن شيطنتها بإستمرار ووصفها بالقوى القمعية ، إنتقدني مجموعة من الأصدقاء بل هناك من إتهمني بالمخزنية والبوليسية.
هذه الإتهامات تجعل المرء منا ، يعيد حساباته ويضع فرامل ذاتية حينما يفكر في كتابة مقال حول النظام أو الأديان ، فمن يصفق لك اليوم قد يخذلك بل يخونك غدا.
وشتان بين الواقع والرغبة، والزواج مؤسسة برجوازية تعيد إنتاج الأكباش السياسية.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1662
عذراً التعليقات مغلقة