لا بد أن الجيل الذهي جيل السبعينات والثمانينات لم يكن يعرف شيئا من وسائل التكنولوجيا الحديثة كونها لم تكن متوفرة في تلك اللحظة، فكان له الحظ ان يتعرف بوسائل بسيطة لم تتجاوز التلفاز والراديو، على فنانين مغاربة زرعوا البسمة على شفاه متابعين بتقديمهم لفنون راقية، مازال من ظلوا على قيد الحياة يتذكرون إبداعهم وارتجاليتهم العفوية.
الوصف هنا يؤطر لفنانين تمكنا من زرع البسمة على شفاه المغاربة، وعرفا باسم “قشبال وزروال”. الفنانان اللذان حملا على عاتقهما الثقافة الشعبية المغربية والتراث اللامادي فحولوهما إلى فن فكاهي يدمج الكصيدة “القصيدة البدوية” بآلة “الوثار”، ويخلقان بهما فرجة تمتع الناظرين.
الفنانين اللذان ترعرعا وجالا بين “عراصي” وأزقة مدينة سطات تمكنا بآلتهما وارتجاليتهما الشبيهة بفن الحلقة، أن يبدعا ويخلقا قصصا فكاهية وكوميدية، تمكنا عبرها من نشر قهقهات وضحك بين سكان المدينة، قبل أن يستطيعا إبراز ذاتيهما لينتشر فنهما عبر التراب الوطني.
قشبال وزروال ألهبا الجمهور المغربي بأدائهما الفني الغنائي، الذي كان يوازي أداءهما الفكاهي، فغنيا عن الحب والسلام وكل ما يرتبط بالثقافة الشعبية المغربية في خصوصياتها المختلفة وخاصة في ارتباطها ب “العلوة”.
ظلت ذكريات هذين الفنانين وارتجاليتهما المميزة خالدة في أذهان عدد كبير من المغاربة، الذين استطاعوا مواكبة الفنانين، فيما وسائل الاتصال الحديثة جعلت الجيل الحالي يفقد ارتباطه بعدد من الروابط التي خلدت للذاكرة المغربية.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1877
عذراً التعليقات مغلقة