انطلاقا من إيماننا العميق بأن إصلاح الإدارة و إعادة هيكلتها على أسس علمية رصينة تعتبر من أهم مدخلات إصلاح منظومة التربية و التكوين و حتى لا يتحول التغيير إلى مجرد تعبير عن النوايا و حتى لا نرهن تطوير الإدارة التربوية بحسابات ضيقة تحكمها و توجهها مجموعات الضغط و التردد و المصالح الفئوية الضيقة . أكدنا كهيأة أن إصرارنا أقوى من تردد الوزارة الوصية بصياغة ملف مطلبي و قانوني ساهمنا من خلاله في إبراز الحق من موقع انشغالاتنا للحيلولة دون الزج بالأطر الادارية خرجين ومتدربين في متاهات الإبهام و الغموض كما حاولنا من خلاله البحث عن أجوبة و آليات لإبراز حقوقنا العادلة والمشروعة. إلا أنه من الواضح أن الوزارة الوصية على القطاع تعيش نوعا من ازدواجية الخطاب فهي من جهة تؤكد على عزمها اصلاح منظومة التربية و التكوين و تعتبر أن من أهم مدخلات الإصلاح هو إصلاح الإدارة التربوية.
لكن في المقابل تقوم بخلق مسلك لتكوين أطر إدارية قادرة على قيادة التغيير المنشود دون إخراج القوانين المنظمة لعمل مخرجات هذا المسلك سواء ما يتعلق بالوضعية الإدارية للخريجين أو نوعية المهام المنوطة بهم حيث نسجل لحد الآن:
– عدمتسليم الدبلوم للخريجين رغم أن الحق فيه مكفول بمجرد انهاء مسار التكوين الأساس؛
– عدم تغيير إطار الخرجين إلى إطار متصرف حسب ما تقتضيه مدخلات المسلك ووحدة مخرجاته؛
– تهديد الخريجين بفقدان سنوات من الأقدمية في حين أن تسميتهم في الدرجة الأولى هو أقل ما يمكن فعله بالنظر لشروط الولوج واجراءات امتحان التخرج.
– الاستمرار في صيغة الإقرار الحالية و التي تعتمد على قوانين صيغة الإسناد كمراجع لها ؛
– عدم الإفراج عن التعويضات عن المهام لخريجي المسلك.
– غياب القوانين و المذكرات المنظمة لوضعية الخريجين.
– غياب التنسيق بين المصالح المركزية و الخارجية للوزارة بحيث أن الأكاديمية لا تعرف لحد الساعة وضعية الخريجين و كيفية التعامل معهم لا على مستوى الحركة ولا على مستوى التعيين
– قيام بعض الأكاديميات كأكاديمية الدارب البيضاء بإصدار مذكرة للإسناد المناصب الإدارية في حين ذهبت أخرى للتكليف المؤقت مما يدفعنا للتساؤل عن جدوى التكوين و عن الأموال التي يتم صرفها في تنظيمه
– في الحقيقة أمر محزن أن يتم تعيين خريج للمسلك حارسا عاما بمؤسسة و أن يتم بنفس المؤسسة تعيين أستاذ مباشرة من القسم في منصب مدير علما أنه لم يتمكن من اجتياز مباراة الولوج للمسلك بنجاح.؟؟؟؟؟؟
– من المؤسف أيضا أن راسبا في امتحان الولوج يستفيد من اسناد مباشر يمكنه من الاحتفاظ بأقدميته في حين يتم تهديد آخر اجتهد و نجح بفقدان هذه الأقدمية .
– هناك من بين مخرجات المسلك أساتذة مسجلون في لائحة الاختيار لمدة سنتين مهددون بسنتين جزافيتين حسب تعبير مسؤول من الوزارة في حين أن موظف بنفس الوضعية يجد نفسه قد ترقى بالتسقيف دون بدل أي جهد أو اجتهاد.
– هل قامت الوزارة بأي تقييم للمسلك منذ احداثه خلال الموسم 2014/2015 و إن كان فما هي نتائجه.
– لماذا استثنت الوزارة مسلك تكوين أطر الإدارة التربوية من الإحصاء السنوي لمسالك التكوين بالمراكز الجهوية
من هذا المنبر نطالب الوزارة الوصية على القطاع تحمل مسؤوليتها كاملة و العمل على اخراج القوانين المنظمة للمسلك و مخرجاته و تفادي العشوائية و الارتجالية التي تشوب كل محاولة للإصلاح و تجعلها في رفوف أرشيف التجارب الفاشلة الذي راكمناه منذ بروز الأزمة خلال ثمانينيات القرن الماضي
ما هكذا يتم الإصلاح
أنس العسراوي
الكاتب الوطني للهيئة الوطنية لأطر الإدارة خريجي و متدربي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1893
عذراً التعليقات مغلقة