من جديد رفع أشبال حسن بارة اسم سطات عاليا في افخم محفل وطني، وانتزعوا باستحقاق وجدارة كأس العرش الغالية، وأكدوا مكانة الفريق كقاطرة لكرة القدم داخل القاعة على المستوى الوطني.
انجاز الفتح السطاتي والذي انضاف لإنجازات أخرى لا تقل أهمية كتمثيل القارة الافريقية بكأس العالم للأندية الصيف الماضي بدولة التايلاند. وسيطرته على البطولة الوطنية حتى أنه بات الرقم الدائم في معادلة بوديوم المنافسات الوطنية، (انجاز الفتح) لا يمكن أن يعتبر تيرموميترا لقياس صحة الرياضة بإقليم سطات، لاعتبارات متعددة، فنظرة خاطفة على مختلف الانواع الرياضية تعطينا صورة واضحة بأنها مدينة اللارياضة، فقط بعض المحاولات من هنا وهناك وبجهود على الأكثر ذاتية من جعل بعد الرياضات والفرق تقاوم الاندثار، وتحاول أداء رسالتها الرياضية من تحت أنقاض هذه الفوضى العارمة.
سطات كمدينة متوسطة حالها حال شبيهاتها من المدن تراهن على نخبها في مختلف المجالات من أحل الترويج لاسمها، ثقافيا فنيا ورياضيا، لكن موجة التراجع المخيف أصبحت تطرح أكثر من علامة استفهام. هل أضحت المدينة عقيمة عن انتاج المبدعين والنجوم؟ وماذا نسمى تألق الفتح السطاتي، صحوة النسمة الرياضية السطاتية، محاولات نهضة كرة اليد؟
لا يمكن القياس على هذه النماذج اطلاقا، فالفتح السطاتي صمد وقاوم ووصل لأهداف مؤسسيه بتضحيات وكاريزما حسن بارة وفريق مكتبه المسير، ولا دخل لأطباق الحلوى وكؤوس الشاي التي يستقبله المسؤولون بها عند كل انجاز، بما وصل له الفريق من وهج، أما النسمة لكرة القدم فيسير بعقلية “مول الفرقة” و”مول الشكارة” حتى أن هذه الصفة التصقت به في الوعي الجماعي لرياضيي المدينة وهو ما يفسر البرود الذي يتم التعامل معه به، رغم أن الفريق حقق أرقام مهمة واستطاع أن يؤطر جزء من الشارع الرياضي السطاتي. لكن هل عوض النهضة في وجدان وقلوب أبناء المدينة؟ قطعا لا، ولا سبيل للفريق من أجل كسب معركة القلوب سوى الانفتاح علي كل المدينة ومحو صورة فريق المقاول الفلاني.
كل ذلك لا يمنع من القول صراحة بأن الرياضة بالمدينة تتأثر بمسلسل التراجعات التي تشهدها سطات في كل المجالات، فلا يمكن تحميلها وزر غياب استراتيجية مندمجة وواضحة للنهوض بالمدينة، وأن يكون الرهان علي الجانب الرياضي ليس فقط بغرض الترفيه بل للتنشئة وللترويج لاسم المدينة محليا وعالميا.
ربما الأسابيع القليلة المقبلة سينطلق المجلس الجماعي لسطات في عملية توزيع الدعم على الجمعيات ومن بينها الرياضية، ماذا لو تم تغيير الصيغة، وتم التعاقد مع هذه الجمعيات بعقد أهداف وليس دعم جزافي يوزع علي الاغلب بمزاجية.
الى ذلك الحين ليس لساكنة سطات سوى صور اللاعب فاتي وهو يتسلم كأس العرش من يدي الأمير مولاي رشيد ليتغزل فيها ويزين بها بروفايل الفايسبوك، ما ذامت الصورة تشكل الاستثناء الجميل في زمن القحط الرياضي بالمدينة.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=195
عذراً التعليقات مغلقة