يقع ضريحه وكذا القبة التي بنيت فوقه، وسط المدينة، بجوار المعلمة التاريخية “القصبة الإسماعلية”، التي هي الأخرى تتوسط المدينة بإطارها التاريخي العتيق، ذاك الذي يرسم لها منظرا دينيا أصيلا، ويضعها مظهرها الخارجي في موقع عسكري كحامية متقدمة آنذاك.
وفي سياق النص، فإن “سيدي لغليمي” هو أول من وضع اللبنة الأساسية، والحجر الزاوية لتأسيس مدينة سطات، حتى أخدت طابعها الراهن في قلب الشاوية، ينحدر من “ركراكة” منطقة توجد “ناحية الصويرة” جاء إلى سطات في بداية القرن التاسع الهجري، كان رجلا عارفا بالفقه والسنة والحلال والحرام وفصول الأحكام، و من أهل الإيمان والتقوى، الذين يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم، فيلتزمون أوامره، ويجتنبون نواهيه، سيما و أنه كان مرافقا للمولى إدريس الأزهر بن إدريس (الأول) بن عبد الله الكامل ثاني حاكم مسلم في إمارة الأدارسة، وهو بذلك أحد أبرز أولئك الذين عاشوا داخل المدينة، أو بضواحيها، ومارسوا نفوذا دينيا وسياسيا على الأتباع والإدارة أمثال :
“سيدي بوعبيد” الولي الثاني للمدينة الذي ينحدر هو الأخر من ركراكة تنتصب قبته وسط المقبرة الكائنة بالجهة الغربية لواد بوموسى قبالة القصبة الإسماعلية.
“سيدي عبد الكريم” ذو الأصول البربرية من سكورة جنوب دمنات، الذي عرفته سطات في أواخر القرن الخامس عشر يوجد فوق هضبة شرق مدينة سطات.
“سيدي محمد بنحميدة” الذي عاش خلال ايام السلطان المولى سليمان كان يعلم القرآن ومبادئ الدين لأبناء سكان المنطقة الذين أقبلوا على مدرسته بكثرة حيث أقام هو وأولاده وأحفاده فيما بعد بالمكان المسمى بحليليفة الواقع في طريق الدارالبيضاء.
سيدي “الحاج العربي العبدوني” المعروف بورعه وغزارة علمه وسيدي رنون الذي جاء من سوس واستقر عند المدخل الشمالي للمدينة بجوار سيدي مخلوف حيث عاشا معا حياة التعبد وتنوير عقول الرواد والأتباع.
وسيدي “العربي القرقوري” الذي قدم من القراقرة إحدى فرق بني مسكين الذي يذكرون أنهم من سلالة المولى إدريس جمع بين العلم والورع كان يرشد الناس ويعلمهم وكانت لهذا الولي قبة تقع على الجانب الغربي من مقبرة سيدي بوعبيد في النزالة التي تنسب إلى القراقرة وقد اندثرت زاويته ولم يبقى منها اي شيء.
وفي ذات السياق، فقد كان الولي الصالح “سيدي لغليمي” حامل لواء المولى “إدريس الثاني” في جميع حملاته، من أجل تصحيح مفهوم الديانة الإسلامية، عرف بالتقوى والورع، وظل ملازما للمولى إدريس إلى أن أحس بالعياء نتيجة تقدمه به السن، إذ طلب آنذاك مستأذنا من رئيسه في التفرغ للعبادة، ولم يعترض المولى إدريس الثاني على رغبة رفيقه، وبعد الموافقة أخد هذا الشخص الغريب الذي سيعرف فيما بعد بسيدي لغليمي، طريقه بدون إتجاه محدد، وتابع سيره تاركا للقدر سلطة المصير، إلى أن قادته الأقدار إلى هذا الجزء من الشاوية وحط رحيله، حيث وصل وحيدا ومن غير أن يكون له قرار في الإختيار، ونزل بجوار عين سطات، التي هي نقطة الإلتقاء والتجمع بالنسبة للوافدين من جميع الجهات ثم بنى مسكنا بسيطا وانقطع للنسك والتعبد.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1997
عذراً التعليقات مغلقة