ولعل أخطر هذه الظواهر هي جلسات الخمر، والقمار ولعب الورق “كارطة”، التي أصبحت تعرف انتشارا ملفتا بالمدينة في الآونة الأخيرة، والفضيع في الأمر أن هذه الجلسات بدأت تفتح أبوابها أمام الأطفال القاصرين، الذين يستهويهم ما يجنونه من دريهمات في لعبة الورق، بالرغم من تواجد شرطيين مرابطين بمحطة المسافرين، إلا أن انتشار هذه الظاهرة يستدعي تحرك المتابعة الأمنية المسؤولة والشديدة، لإلقاء القبض على هذه الشرذمة الإجرامية التي يعرفها القاصي والداني.
وفي سياق الحدث، وكما سبق ذكره، فإن المحطة الطرقية داخلها و خارجها، أصبح يعج بأطفال الشوارع الذين اتخذوا منها مسكنا، وانتشر بها التسول بكل أشكاله وأنواعه، و التفنن في أساليب النشل و السرقة، فلا تأمن على هاتفك النقال أو محفظتك أو متاعك، ناهيك عن روائح البول والغائط التي تزكم الأنوف، وانتشار النفايات في كل جنباتها، مما يثير حفيظة المسافر و يندم على قراره، بالإضافة إلى التحرشات الجنسية الليلية، ابطالها متشردون و متشردات، اتخذوا من المحطة فندقا ليليا بالمجان، و كذا ظهور بعض المرضى من الوحوش البشرية أو ما يصطلح عليهم “بصيادي الليل” بحثا عن زبونة، تقطعت بها السبل، أو هاربة من معانات أسرتها باحثة عمن يتلقفها ليعينها في محنتها، دعارة بلون آخر مغاير عن الألوان المعهودة، هذه هي الصورة القاتمة التي أضحت عليها المحطة الطرقية لعروس الشاوية.
وفي ذات السياق، تجدر الإشارة إلى الحالة المزرية التي تعيشها المحطة الطرقية بسطات، على المستوى الداخلي الذي أضحى فضاءا رحبا للمتسكعين والمتشردين، والمكان الأنسب لممارسة الرذيلة، ناهيك عن الكلاب الضالة التي اتخدت من جنبات المحطة مرتعا لها، بالإضافة إلى البنية التحتية المتردية التي جعلتها بركا ومستنقعات مائية حين تساقط الأمطار، أما على المستوى الخدماتي فحدث ولا حرج، فما إن تطأ قدماك هذا المرفق العمومي حتى تبدأ بسماع قاموس غريب على أهل المنطقة، دون أي احترام للمسافرين وعائلاتهم، وما يزيد الطين بلة، هي شكايات المواطنين من ساكنة الإقليم من سلوكات بعض “الكورتية” نتيجة تعرضهم لأساليب لا حضارية، ذات طابع السخرية والاستهزاء، تصل أحيانا للمشاداة والاصطدامات بين المسافرين و”الكورتية” الذين يستسلمون للأمر الواقع، علاوة عن سلوكات بعض المتطفلين والمتسكعين الذين يضايقون ويتطاولون على المسافرين.
وكنتيجة لهذه المظاهر السلبية التي تتخبط فيها المحطة الطرقية بالمدينة، فإننا نهمس في أذان المسؤولين وكل الجهات الوصية على هذا القطاع، للتدخل من أجل تقويم بعض السلوكات الشاذة التي تعرفها المحطة الطرقية بسطات.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=2065
عذراً التعليقات مغلقة