أو ( الكاريان ) كما يسمى بالعامية على مر أيام السنة , و نخص بالذكر هنا ساكنة دوار حليبة , الحي الصفيحي الوحيد بمدينة البروج إقليم سطات , حيث يعيش هؤلاء السكان معاناة حقيقية , على جميع المستويات هذه المعاناة تتضاعف يوما بعد يوم على طول أيام السنة .
الحي الصفيحي( دوار حليبة ) يوجد بمدينة البروج و تحديدا قرب السوق الأسبوعي و هو حي صفيحي يفتقر إلى ابسط ظروف العيش لا كهرباء و لا ماء و لا صرف صحي ……….فقط أضواء الشموع و ماء السقايات.
لكن أبواب براريكه تخفي و رائها معاناة كثيرة يعجز اللسان عن ذكرها , هنا أطفال و هناك رجال يجلسون أمام تلك البيوت الطينية و البراريك الحديدية لاشك أن هذه الأخيرة ضاقت بهم ,بينما النساء و الفتيات الصغيرات يصطففن أمام السقايات من اجل جلب الماء أو لتصبين الملابس و بجانب السقاية بركة مائية آسنة تنبعث منها رائحة كريهة , مثلها مثل العديد من البركات المائية التي توجد بالكاريان .
معاناة سكان دوار حليبة تمتد على طول السنة , ففي فصل الصيف تتحول تلك البيوت أو البراريك التي يقطن بها هؤلاء السكان إلى ما يشبه أفران , بسبب الحرارة المفرطة و في فصل الشتاء تتحول إلى ما شبه مكيفات هواء بسبب البرد القارس و عندما تشرع الأمطار في الهطول تتضاعف المعاناة أكثر فأكثر إذ تتسلل المياه إلى داخل البيوت حيث تصبح هذه الأخيرة عبارة عن ثلاجات حقيقة إلا أنها تفتقر فقط إلى محرك .
عندما تزور هذا الحي الصفيحي , لابد و أن تتأثر بمشاهد البؤس و الفقر , و لابد أن تتأثر بمعاناة الناس مع حياتهم القاسية خلف جدران تلك ( البراريك ) لكن أكثر ما سيؤثر فيك هو منظر الصبيان و الصبيات الصغار , الذين ينظرون إليك بنظرات بريئة و بابتسامات تدل طعلى أنهم لا يعرفون حجم معانات الكبار , لكن سيدركونها يوما عندما يكبرون و يجدون أنفسهم مضطرين للنوم مع آبائهم و أمهاتهم في غرف ضيقة تفصل بينها ستائر ثوب تجعل كل واحد على اطلاع بحركات و سكنات الآخرين , معاناة لا احد يعلم بها أو متى ستنتهي .
و خصوصا أن برنامج القضاء على مدن الصفيح التي أعطيت انطلاقته من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و الذي تم تحديد سنة2012 كأجل مسمى لتحقيقه, و كما نشهد و يشهد جميع ساكنة ( دوار حليبة ) الحي الصفيحي المذكور سلفا , أن هذا المولود لم يتم إطعامه بطريقة لائقة ليصبح شابا قادرا دو بنية قوية .
كما نعلم أن مشروع إيواء قاطني دور الصفيح ( دوار حليبة) بالبروج ,أعطيت انطلاقته بالمدينة في عهد المجلس البلدي السابق حيث بدأت الأشغال تأخذ مكانها على حيز التنفيذ فقط لمدة معينة ثم بعد ذلك عادت هذه الأشغال إلى مكانها الورقي العادم , إلى حين جاء المجلس البلدي الحالي الذي اخذ بدوره تفعيل و إحياء هذا المشروع إلى أن أصبح هذا الأخير جاهزا على ارض الواقع , مما جعل سكان دوار حليبة ( الحي الصفيحي ) يشعرون بالرضى و الطمأنينة آنذاك , و لكن المشكل العويص أن هذه الفرحة و الرضى لم تتم لفترة طويلة , إذ يفاجئ سكان دوار حليبة ( الحي الصفيحي ) بعدم تنصيفهم للاستفادة من المشروع رغم اكتماله و جاهزيته .
و هنا يطرح سكان دوار حليبة مجموعة من الأسئلة التي تسكن في عقولهم :
لماذا ؟ و كيف ؟ و إلى متى ؟
هل نحن مجرد و رقة انتخابية آم مجرد كراكيز يتم التلاعب بها لقضاء مصالحهم و الوصول إلى مبتغاهم .
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=2102
عذراً التعليقات مغلقة