ليس لي من غاية أخرى سوى العمل على تذكيركم، لعل الذكرى تنفعكم قبل فوات الأوان. ولا بأس أن أبدأ تمارين التذكير بتذكيركم بأنكم تقلدتم مسؤولياتكم في سياق يتسم بالعزوف العام وتفشي الأوهام، وليس في هذا الأمر ما يدعو إلى فخركم، أن مسؤولياتكم بصرف النظر عن حيثياتها، ستبقى بمثابة أمانات تطوق أعناقكم منذ اللحظة الراهنة إلى يوم الدين. غير أنكم نكثتم العهود، ونقضتم الوعود، وكما هو ديدنكم على الدوام فقد حصرتم الأعطيات في المؤلفة قلوبهم منكم، ومن ذوي القربى والأقربين والمقربين، و لم تنشروا المعرفة ولا تملكون من حس المعرفة ما يجعلكم تفعلون، غير أنكم نشرتم الجهل. لم تنشروا الفنون الجميلة ولا تملكون من الذوق الرفيع ما يجعلكم تفعلون، غير أنكم نشرتم البلاهة والتفاهة.
لم ترسخوا قيم العمل والإنتاج ولا تملكون من روح العمل والإبداع ما يجعلكم تفعلون، غير أنكم رسختم قيم الكسل والتواكل. كان مبلغ همكم ولايزال هو قنص أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين خلال مواسم الإنتخابات. منذ البداية لم تكن لديكم أي رؤية استراتيجية لتدبير أي مؤسسة مهما صغر شأنها أو كبر، لذلك حكمتم المؤسسات بعقلية القبيلة والغنيمة، وأما في علاقتكم مع جمعيات المجتمع المدني، فقد كرستم ثقافة البؤس وباك صاحبي، بحيث بدل دعم الجمعيات ذات الطابع التنموي والتثقيفي وفق روح التوجهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، فقد فضلتم دعم جمعيات الصدقات والإحسان والبغرير من أجل ضمان قاعدة إنتخابية تتبعكم في السراء والضراء طالما ليس لديكم ما تقدمون ولا ما تؤخرون.
أما بعد، فلأن الساكت عن الحق شيطان أخرس كما تعلمون فقد قررت أن أفضح “طهرانيتكم” المزعومة، وأنشر غسيلكم على الملأ وعبر حلقات متوالية، وسيكون الرأي العام خير حكم بيننا.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=318
عذراً التعليقات مغلقة