كانت دائرة بني موسى الشرقية المتواجدة بتراب مدينة سوق السبت ، اليوم 19 يناير الجاري ،على موعد مع وقفة احتجاجية قوية ، تُعد الرابعة من نوعها في ظرف زمن قياسي لم يتجاوز100يوم، جاءت احتجاجا على أضرار بيئية، طالت ساكنة أولاد سي بلغيت التابعة إداريا لجماعة أولاد بورحمون بإقليم الفقيه بن صالح .
وقفة ساكنة أولاد سي بلغيت، المؤازرة من طرف الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي تخوض هذا المسلسل الاحتجاجي ، طالبت ولا تزال بوقف مشروع شركة محاضن الشمال لتربية الديك الرومي الذي أُحدِث مؤخرا على تراب جماعة أولاد بورحمون، وبالتدخل فورا لمعرفة أضراره البيئية على صحة الساكنة .
أصحاب الوقفة يقول جهرا، وعلى لسان أحد مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ،أنهم وبعد هذا الكم من الاحتجاجات، يشمون رائحة “تواطؤ مكشوف ” من طرف الأطراف الموقعة على الترخيص للمشروع ضد صحة وسلامة فلذات أكبادها ، مبررين موقفهم بالصمت المريب الذي رافق هذا المطلب طيلة زمن الاحتجاجات، حيث سبق لفعاليات المجتمع المدني وحوالي 300 مواطن أن رفعوا شكاياتهم إلى كافة المصالح المعنية بما فيها المرصد البيئي وحوض أم الربيع ، ومكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية ورئيس المجلس الجماعي والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي والصحة …، كما وضعوا تعرضهم بالجماعة في الآجال المحددة قانونيا ، لكن يقولون أن صوتهم لم يجد طريقه إلى أدان المسؤولين وكان ملاذه سلة المهملات.
وموازاة مع هذه الوقفة،عرفت مدينة سوق السبت، احتجاجات أخرى أشد ضراوة، طالب أصحابها بوقف مشروع سوق نموذجي للباعة المتجولين ، وقد شكلت (هذه الاحتجاجات) في واقع الأمر ، حدثا بارزا لدى الرأي العام وحدثا مقلقا لدى السلطات المحلية ، بحيث انه في الوقت الذي اتفقت فيه كافة الأطراف على نوعية المشروع، ورست الصفقة على المقاول الذي بدا اليوم يرسم معالمه على الأرض، ووافق المجلس الجماعي بسوق السبت على تخصيص الأرض، تفاجأ الكل بهذا الغليان الجماهيري، مما أفرز أسئلة متعددة خصوصا وأن تصريحات مصادر مقربة من السلطات المحلية ،أكدت تزامنا مع الاحتجاج لبعض المنابر الإعلامية، أن المشروع سوف يغطي كافة الفراشين على اختلاف فئاتهم، وأنه سوف يحل إشكالية حقيقية ظلت تراود المسؤولين والساكنة المجاورة على حد سواء، وتخص بالضبط وضعية الباعة بشارع محمد الخامس الفوضوية أو قل غير المنظمة، وتأثيراتها السلبية على السير الطرقي وجمالية المدينة، وهو التصريحات للإشارة التي لم تستسيغها هذه الفئات على الأقل خلال الأيام السابقة.
كما أنه، وعلى خلاف قول هذه المصادر، يرى متتبعون آخرون، أن الطريقة التي تم بها إعداد لائحة المستفيدين وتهيييء المشروع، هي التي خلفت هذا النوع من الغضب في صفوف الساكنة، حيث يقولون أنها كانت (حسي مسي )،وانه من الممكن أن تكون قد غيبت بعض الفراشة من حق الاستفادة، أو ربما تلاعبت في إضافة أسماء غير موجودة دون أخرى.
غير هذا، نشير إلى أن احتجاجات باعة السوق الأسبوعي والمتخوفون من الإقصاء، وبحكم طبيعة طلباتهم النوعية، استدعت حضور عامل الإقليم إلى باشوية المدينة، حيث عقد لقاءا سريعا طمأن من خلاله القلقون من طبيعة المشروع وأزاح الستار عن تخوفاتهم عبر تشخيص أهدافه الكبرى التي حسبه لا تختلف عن فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كورش ملكي من بين غاياته المتعددة تحسين مردودية الفئات الهشة .
وإلى ذلك ،وصف المشروع أيضا بال” فأل الحسن” على المدينة وباعتها المتجولين وقال أن يستهدف تحقيق غايات تنموية اجتماعية ولم يأتي اعتباطيا، إنما تمّ إحداثه بعد دراسة دقيقة ،ووفق معايير محددة، وهو بذلك لا يمكن أن يكون إلا في صالح المستفيذين.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=877
عذراً التعليقات مغلقة