دخلت حوالي عشرة عائلات من دوار عبد العزيز ليلة الأربعاء 20 يناير الجاري ، بمدينة سوق السبت بإقليم الفقيه بن صالح في اعتصام مفتوح ببهو البلدية احتجاجا على حرمانهم من حق السكن في إطار البرنامج الوطني لمحاربة دور الصفيح.
رشيد(ش) واحد من أفراد هذه العائلات الذي اختار أن يربط جسمه بسلسلة حديدية مع باب البلدية، رغبة منه في سد الباب على كل المحاولات الرامية إلى منعه من التعبير عن حقه المكفول دستوريا .
رشيد قال للجريدة ، لقد قتلتنا الوعود والانتظارات، وبات مطلبنا أضحوكة في يد السلطات المحلية ، وأمست تدخلاتنا خطابا ساخرا لدى باشا المدينة، وردا على ذلك ، ومن اجل رد الاعتبار إلى هويتنا أولا، ومن اجل أن نعبر عن قناعاتنا التي لا تتغير جئنا اليوم لنقول لكل مسؤول جاد أننا اخترنا هذا الخيار بعدما سدت السلطات المحلية كل ابواب الحوار في وجهنا، وبعدما يئسنا من حوارات الخزي والعار التي كان هدفها إنهاك مجهوداتنا وليس إيجاد حل حقيقي للمشكلة.
وعليه وبناء على كل الحوارات السابقة المغشوشة، يقول رشيد ( ش*)الذي تربى على أخلاقيات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، ان خيار الاعتصام المفتوح هو الكفيل برد كرامته، وهو وحده السبيل إلى إعادة النظر في التفكير العقيم طال ملف دوار عبد العزيز، والذي ما فتئت السلطات المحلية وخاصة باشا المدينة يقول انه معقول وواقعي.
رشيد ومن معه قالوا أيضا، إن شعارنا الحالي الذي يلخص مقولة ( أن من لا سكن لا وطن له!!!!!!) هو تعبير بسيط عن حجم البؤس والفقر الذي تعيشه عائلاتنا المنهوكة بظروف السكن غير اللائقة، والتي سلبها زمن الانتظار حلمُ كل مواطن من الدرجة السفلى في عيش كريم، يضمن ابسط ما يضمره دستور الأمة لا ما يقوله .
ويقول مروان صمودي الرئيس السابق للفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت،إن احتجاج هؤلاء النسوة ورشيد ومن معهم، ، هو وصمة عار في جبين من كانوا بالأمس يمنحون وعودا وأمالا للساكنة ، وهو في ذات الوقت موضوع يطرح أكثر من سؤال حول حقيقة حقوق الإنسان بالمغرب التي تكْفلُها النصوص والكنانيش ويتبجح بها الإعلام الرسمي، ويرفضها الواقع المعاش، والدليل، يضيف مروان، ما تعيشه هذه الأسر اليوم التي تبيت في العراء وتحث سطوة هذا البرد القاتل.
إلى ذلك، يقول صمودي ، إننا كحقوقيين سبق وان أعطينا للسلطات المحلية هامشا كبيرا من الوقت لإعادة النظر بعمق في هذا الموضوع ، وكنا حينها نؤكد على ان الملف ذو صلة بمطلب حساس يمس كرامة الساكنة في العمق ، لكن السلطة وعلى خلاف هذا الرأي، وربما من شدة غبائها كانت تعتقد أننا نسعى إلى توسيع قاعدة الجمعية، وأننا نريد أن نركب على هذا الملف من اجل أغراض ذاتية، ولأجل ذلك ، ظلت تماطل وتراهن على تذمر الساكنة والنتيجة هاهي اليوم وعليها الآن أن تتحمل مسؤولياتها في ما سيؤول إليه الوضع.
ذات الحقوقي وباسم مناضلي الجمعية ندد بما أقدمت عليه الأجهزة الأمنية في حق هذه الأسر المكلومة، ووصف تدخلها بالهمجي ، وقال على السلطات أن تعي أن أسلوب القمع والترحيل لم ينفع أبدا في حل المشاكل الاجتماعية الأساسية، بقدر ما عمل فقط على الكشف عن الوجه الحقيقي للدولة وعن أسلوبها القديم الجديد في معالجة قضايا الساكنة.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=897
عذراً التعليقات مغلقة