تشهد مختلف المدن المغربية دون استثناء تفشي ظاهرة الباعة المتجولين، سواء دافعي عربات يدوية أو ” الفراشة “، ممن يعرضون ما يبيعونه في الطريق العام ، ويغيرون أماكن تواجدهم باستمرار ولا يستقرون بمقصد واحد بحثا عن المزيد من الكسب..مدينة سطات بدورها لم تنجو من هذه الظاهرة المستفزة و المشوهة للمنظر العام لمدينة ضاربة في أعماق التاريخ والحضارة الإنسانية ، مدينة نحبها ونعشقها ونتمناها أنظف المدن المغربية ..إلا أن الواقع غير ذلك.
مدينة سطات بقدر ما تعرف من مشاريع تنموية واجتماعية وأوراش مفتوحه وبرامج ( برنامج إعادة تأهيل ورد الاعتبار لمدينة سطات ) ، بقدر ما نجد المدينة تتريف وتتعفن في بعض الأماكن بسبب نفايات الباعة المتجولين والفراشة ..
ولن نجد من نموذج صارخ على هذه الصورة القاتمة ومن احتلال الملك العام أقوى تعبيرا من زنقة الدهيبية حيث أعلن الباعة المتجولون بالعربات والفراشة عن احتلالهم للمنطقة ، عارضين سلعهم وبضائعهم، “فراشة” يملؤون مساحات هي في الأصل ممرات مخصصة للسيارات و للراجلين بشتى أنواع المنتوجات الاستهلاكية دون حسيب أو رقيب ، استهلاك للمخدرات ، أكواب الماحية والخمر تمر من تحت العربات ، تشمكير ، سرقة ونشل ، ممارسات مشينة ومخلة بالآداب حيث أصبحت النساء والفتيات تتعرضن على مرأى ومسمع من الجميع لألفاظ نابية ولمختلف عبارات التحرش اللفظي من طرف بعض منعدمي الضمير من هؤلاء الباعة الذين يسمحون لأنفسهم في ظل هذه الفوضى و”الروينة” إلى فعل أي شيء ولسان حالهم يقول أنا ومن بعدي الطوفان .
احتلال المنطقة من طرف هؤلاء الغرباء لم تنفع معه الشكايات المتكررة التي رفعتها الساكنة وأصحاب المحلات التجارية .. عدد المحتلين يتضاعف يوما بعد يوم ، وفي ظل غياب تطبيق القوانين الزجرية يتم التمادي في احتلال الملك العام ليظل المواطن محاصرا في تجواله وتنقلاته وصاحب المحل التجاري مثقلا بالديون والضرائب في ظل المنافسة غير الشريفة التي يواجهها من قبل الباعة المتجولين والفراشة ....وقد استبشرنا خيرا من أخبار تفيد أن المجلس البلدي لسطات وفي إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن هناك مشاريع قد توفر مجموعة من المحلات التجارية للباعة المتجولين، لكن بعد إحصاء جد دقيق وبعد توفرهم على الشروط التي ستحددها السلطة الإقليمية و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس البلدي.
ظاهرة أخرى لابد من الإشارة إليها وهي ظاهرة احتلال الأرصفة من طرف أرباب المقاهي على وجه الخصوص، تشويه لجمالية المدينة حيث تعرض الكراسي على الأرصفة المخصصة للراجلين على طول الشوارع، وضعية أرغمت المارة مكرهون على اقتسام الطريق المعبدة مع السيارات ووسائل النقل مما يؤدي في العديد من الأحيان إلى حوادث مميتة ..ظاهرة عبر من جرائها غالبية المواطنين عن إستيائهم وغضبهم منها.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1043
عذراً التعليقات مغلقة