ولا أزهار ولا نباتات بها، إلا بعض مَن اتخذوها مرتعا لممارسة الطقوس الغرامية، حتى النافورة التي تم تشييدها خربت عن آخرها وسرقت محتوياتها… وأضحت مكانا للمدمنين على المخدرات والخمر، وجفت أوراق أشجارها لغياب السقي وأصبحت عبارة عن مكان موحش بعيد كل البعد عن اسم حديقة.
في هذا السياق فإن المواطنين بمدينة سطات لطالما اشتكوا من غياب المساحات الخضراء والأماكن الترفيهية للعائلات، خاصة مع حلول فصل الصيف حينما يصبح البحث عن متنفس للابتعاد عن حرارة المساكن وبنايات الإسمنت أمرا ملحا لا غنى عنه، حينها يتسأل المواطن عن السبب الحقيقي وراء إهمال هذه الحديقة من طرف المسؤولين على مستوى المدينة، الذي يدخل بلا شك في خانة تبذير المال العام وإهمال ممتلكات الدولة، نعم حديقة تحتضر أو إن صح التعبير، أموال تستنزف أمام أعين المسؤولين دون أن يحرك واحد منهم ساكن،ا والسبب يجهل لحدود كتابة هذه الأسطر رغم حاجة المواطنين الماسة لها.
وموازاة مع هذا، قد يأخدك الفضول أحيانا إلى طرح تساؤلات حول محل إعراب بعض الموظفين ممن تتعلق صلاحياتهم بهذا الخصوص، سواء على مستوى جماعة سطات أوعمالة إقليم سطات داخل جملة -ماهية حديقة الخزانة البلدية لسطات- حينها ستجد في قاموس تدبير الشأن المحلي بأنه لا وجود لهم إلا كأعداد رقمية تستنزف مالية الدولة دون القيام بالواجب، وهذه قمة الاستهتار و الفوضى و أكل أموال الناس بالباطل باعتبار أن هناك موظفين شرفاء يؤدون عملهم بكل تفان و إخلاص، و مع ذلك يتقاضون رواتب هزيلة …فإلى متى سيتم القطع مع هذا النوع من الموظفين باعتبار أن الدستور الجديد ربط الأجر بالعمل.
بالفعل حديقة الخزانة البلدية بسطات أصبحت وتحت أنظار المسؤولين مرتعا للعشاق والمنحرفين الذين يقصدونها من كل صوب وحدب، في ظل الغياب التام للرقابة الأمنية والصمت المطبق من الجهات المعنية، في الوقت الذي تتوجه فيه العائلات إلى أماكن بعيدة رغم المخاطر المحدقة بهم، فهل ستستيقظ السلطات المحلية وتعيد الاعتبار لهذا الإنجاز المهمل؟.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1382
عذراً التعليقات مغلقة