حكومة "الميكا"

هيئة التحرير
غير مصنف
هيئة التحرير26 سبتمبر 2016آخر تحديث : الإثنين 26 سبتمبر 2016 - 11:43 صباحًا
حكومة "الميكا"

كان الشعار الأساسي لما وصف بثورات الربيع العربي هو اسقاط الفساد والاستبداد والعمل على بناء دول ديمقراطية تحكمها قواعد العدالة والقانون طمعا في الكرامة والحرية والتوزيع العادل للخيرات بين أبناء الشعب المقهور لسنوات طوال بسبب الفقر والبطالة والتهميش والاقصاء وأشياء اخرى، ورغم نجاح الاحتجاجات في هز عروش الطغاة بعديد من الدول ونجاح كثير منها في تأسيس تعاقدات جديدة بغض النظر عن مضمونها لكنها شيئا ما كانت تصب في اتجاه تأسيس عهد جديد يكون مطمحه بناء ديمقراطي يستجيب لمتطلبات العصر والدولة المدنية الحديثة، نفس الامر شهده المغرب فساد خطاب التغيير ووضعت محاور تتجه جلها نحو ترسيخ قواعد الديمقراطية  تجاوبا مع هذا وبمنطق الوضع القائم عدلت الوثيقة الدستورية بغض النظر عن تأويلاتها المتعددة وأجريت انتخابات عجلت بوصول صفوة القوم نحو كرسي رئاسة الحكومة لأول مرة، وقد عول كثيرا على حكومة اللحى في الاستجابة لحقوق المهمشين والمحرومين سيما وأن غالبية أفراد الحكومة كإنو في وقت ما ينتمون لفئات تحسب على مهمشي المجتمع، لكن هذه الحكومة سرعان ما انكشفت عورتها فكانت ضمن الأرذلين في عالم فن الممكن بحيث سرعان ما تبينت خلفياتها الانتهازية من خلال انخراطها في مشروع تصفوي ليبرالي متوحش لا يكبر الا في محق المستضعفين وتنزيل بنود الدولة العميقة والانخراط في خدمة المعبد بشكل مستميت، فهي حكومة أقل ما يوصف به أفرادها أنهم “شلاهبية” وانتهازيون ومصاصي دماء خطرون أبانوا عن ضراوتهم في قصف الفقراء والتسيد على المستضعفين والتطبيع مع التماسيح والعفاريت طمعا في نيل الرضى المخزني والكسب المادي، وقد حققوا كثيرا من مطالبهم ولم يعد التغيير أو الاصلاح هدفا لهم ولا رغبة عندهم، فأصبحت أولياتهم تحوير النقاش العمومي وخلق نقاشات منحرفة عن مطالب المجتمع ونجحو في ابتداع كثير من القضايا الوهمية كان اخرها القانون 15-77 الهادف الى منع الأكياس البلاستيكية ابتداء من فاتح يوليو2016 فاستحقت بذلك أن تكون “حكومة الميكا” بما للكلمة من معنى في الثقافة الشعبية للمغاربة.

عذراً التعليقات مغلقة