الانتخابات اقتربت وحمى الصراع الدرامي ستبدا فصوله ومشاهده وكل مرشح يقوم بحركاته التسخينية ويعد العدة للحرب الكلامية في الساحات العمومية والأماكن الخاصة ، ورجال النظافة يولولون وهم مدركون ما ينتظرهم من جهد مضاعف لجمع نفايات المنتخبين… النساء اللواتي سيتم تسخيرهن للزغردة على عرسان وعروسات موائد المنصات الانتخابات يطولون هذه الأيام ألسنتهن ليخرج كثيرا على حدوده المعتادة في اللياقة لتزعج الزغردة الرائح والغادي، منبهات السيارات الضعيفة الصوت سيتم إصلاحها ورجال التربية بدورهم سيدخلون اللعبة وسيفسدون مهامهم التربوية بالكذب على الناس ببرامج انتخابية طوباوية لا تتحقق حتى في المنام وسيخوضون التجربة ولو أن معظمهم يدرك أنه كومبارس لا غير فيقتل بفعله المبادئ والقيم ، رجال ونساء المقاهي يِزنون قيمة المنتخب بما حشده من الناس في تجمهره ،النسور والعقبان سترخي الجناح وستداعب ذوي المخالب الغضة والجناح القصير ،وستسمع من الكلام ما يفتق السمع من الناس ،وتخالط الشعب وتأكل مأكلهم وتشرب ماءهم وتتمدد على حصائرهم تواضعا بسلوكيات الذئاب والثعالب والقنافذ والخنافس ورائحة العرق من إبطهم تسكر وتزكم وهي تتحمل وتتحمل لأن أجسادها تصفحت وتبلد الإحساس في سبيل الكرسي، وفي سبيل سماع كلمة البرلماني وكم هي حلوة يا أحبائي ويا أحباء أحبائي فبها ينتشون وبوقعها يتمدد زمنهم حتى الموعد الآخر.
ساكنة درعة تافيلالت انتظاراتها واسعة وطموحاتها كبيرة وستصوت للاستحقاق الوطني وذاك حقها وحق الوطن عليها ومن الواجب عليها أن تراعي من سيعمل على بلورة برامجه لقضايا ملموسة لا التصويت على الذين يطلون في المواسم الانتخابية ويرحلون كالطيور المهاجرة ، فهم ينتظرون إصلاح الطرقات ومد الجسور وبناء المستشفيات والمدارس وتقريب الإدارة من المواطنين وفك مشاكل الأراضي السلالية وغيرها من المطالب التي مازالت عالقة منذ سنين.
الزمن الانتخابي النفسي طويل على المرشحين والأحزاب ستتصارع وستجلد الناس بالخطب العصماء وسيفوز من كان شاطرا أو من كان صاحب شطارة في كل شيء بالمعني المشرقي للكلمة وعلى الساكنة أن تعي اللعبة لأن المرشحين تتغير سلوكياتهم هذه الأيام ويسلمون على كل شيء حتى على الدواب والخيالات والأشباح في الظلام اعتقادا منها أنهم آدميون.
الأحزاب تبحث الآن عن اللغة السياسية الصالحة وأدهاهم من يركب لغة خطاب المشاعر لا خطاب العقل والفكر والتعقل لأن الإنسان الشعبي مخصوص في جبلته، وكلما سمع لغة تقترب من عالمه إلا وازدادت وتضاعفت ثقته والمنتخبون يدركون ذلك تمام الإدراك ،فحين يحسون بأن المواطن أصبح عجينا يصنعون منه كل القوالب.
أيها الدرعاويون الفلاليون والتدغويون تجنبوا الانسياق وراء لغة المشاعر واخرجوا بكثافة للتصويت حتى تقطعوا الطريق على الذين يتقنون اللعب في كل شيء والأكيد أن الوجوه المرشحة خبرتموها واحدا واحدا وجربتموها واحدا واحدا فمن اشتراك اليوم ولو بالكلام فإنه سيبيعك غدا ب “بلاش” فاقطعوا عليها لعبة الأوراق التي ستربحهم لعلكم تعقلون.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1713
عذراً التعليقات مغلقة