وهو الحادث الذي خلف موجة هلع بين صفوف أقارب الضحايا الذين عابوا على المصالح المختصة في تعاطيها مع ظاهرة الكلاب الضالة التي باتت تشكل حظرا كبيرا على حياة المواطنين.
الضحايا الذين يوجد من بينهم طفل لم يتجاوز الخمس سنوات، تم نقلهم من حيهم الشعبي حي ميمونة المتواجد غرب مدينة سطات، إلى المستشفى لتلقي الاسعافات الأولية، ومنها توجهوا صوب مصالح الأمن لتسجيل شكاية في الموضوع، في الوقت الذي فتحت فيه المصالح البيطرية التابعة لبلدية سطات تحقيقا في الموضوع.
هذا واستنكرت فعاليات جمعوية على رأسها الجمعية المغربية لحماة الثروات الطبيعية والبيئة، ما وصفته بتنامي ظاهرة الكلاب الضالة التي زادت منة حدتها الطبيعة المنطقة الجغرافية لمدينة سطات، ساهمت وبشكل كبير في انتشار وازدياد أعداد الكلاب الضالة، وما زاد من حدتها هو إقدام بعض مربيي الحيوانات من قرويين وغيرهم على إنشاء حظائر وزرائب على مشارف المدينة وبالقرب من التجمعات السكنية “كإقامة مريم والمنتزه، وحي النهضة- مانيا- وغيرها، معتمدين عليها في عمليات الحراسة، الأمر الذي يجعلها تستوطن وتتكاثر وتنطلق على شكل قطعان مختلفة الأشكال والألوان باحثة عن الطعام، متخذة من أزقة المدينة وأحياءها الهامشية المهجورة أوالتي في طور البناء مرتعا مفضلا لها، مما يعيق تحركات الساكنة ويجعلهم يتخوفون على سلامتهم وسلامة أبناءهم الصغار المتوجهين إلى المدارس في الصباح الباكر.
وفي هذا الصدد أكد العديد من ساكنة المدينة أن هذه القطعان من الكلاب الضالة تغزو الأحياء السكنية ليلا على شكل دوريات، لحظة إخراج الساكنة لأكياس النفايات البلاستيكية، حيث تشرع في نهشها وتمزيقها وسط نباح شديد مخلفة نوعا من الهلع والخوف بين صفوف المواطنين خاصة منهم المتوجهين في الصباح الباكر إلى مقرات عملهم وكذا التلاميذ فضلا عن المترددين على المساجد لأداء صلاة الفجر، الأمر الذي يضطر معه العديد من الآباء والأولياء للنهوض باكرا لمرافقة أبناءهم قصد حمايتهم من بطشها ومهاجمتها لفلذات أكبادهم، ناهيك عن حالة الإزعاج الدائمة التي يسببها نباحها المتواصل طيلة الليل، ومنهم من وجد نفسه مجبرا على الالتزام بحضر التجول الغير المعلن الذي فرض عليه خاصة في الفترة الليلية التي تزداد خلالها هذه الكلاب عدوانية وتسلطا.
ولعل ما أصبح يخيف الساكنة أكثر، هو الأمراض التي يمكن أن تنقلها إليهم هذه الكلاب التي تتغذى في غالب الأحيان على فضلات السوق الأسبوعي”الأحد”، كما أنها تختلط ببعضها البعض لساعات طويلة وهو ما يجعل منها بيئة ملائمة لإنتشار “داء الكلب” الذي من السهل جدا أن تنتقل عدواه إلى العنصر البشري، حتى من دون الاحتكاك المباشر معها خاصة خلال فصل الصيف، وهو مايبرر الدعوة الملحة للسلطات الوصية وفي مقدمتها مديرية الصحة بغرض تخليص ساكنة المدينة من خطر هذه الآفة ووضع حد نهائي لتحركاتها.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=1874
عذراً التعليقات مغلقة