الواقع ونفس الوجوه.. هناك على قارعة الطريق بجنبات محلات الأكل أو أمام المقاهي، تدور قصص وحكايات أطفال في سن البراءة، براعم بعمر الزهور أجبرتهم قساوة الأحوال المعيشية، والهدر المدرسي، للتفكير في أي عمل يستطيعون من خلاله تأمين احتياجات عائلاتهم دون اللجوء لطلب المساعدة من الآخرين، بإنتهاج ونهج سبل غير قانونية ولا هي بالآمنة لكسب لقمة العيش.
في مشهد حزين ومؤلم يبيعون “الكلينكس” وبعض الأشياء الأخرى، سيما حينما يقطعون عليك الطريق ويتوسلون إليك في بعض الأحيان، لشراء علبة مناديل ورقية، أنذاك ترى فيهم الوجع ينبض في نظراتهم ولا تغدو كل أحلامهم مجرد الحصول على “طرف الخبز” ذنبهم الوحيد الذي لا ذنب لهم فيه، أنهم ولدوا في زمن لا يرحم الغني فيه الفقير … في الوقت الذي يجلس فيه أقرانهم من الأطفال على مقاعد الدراسة لبناء أحلامهم، يقف هؤلاء كالكثيرين مثلهم بمدينة سطات بانتظار من يشتري منهم للحصول على بعض الدريهمات المعدودة لكنها كافية لإطعام عائلات بأكملها… عائلات أعيتها الحيلة وأنهكها الفقر فنزحت من المناطق القروية إلى مدينة سطات طمعا في حياة أفضل …حياة راح ضحاياها الأطفال الذين يجبرون على الإنقطاع عن الدراسة ومد يد العون لعائلاتهم.
قد ينزل المطر والبرد القارص، وقد تسطع الشمس الحارقة…لكن ذلك لا يثنيهم على اجتياح مفترقات الطرقات والوقوف عند الإشارات الضوئية، وهم عرضة لكل أنواع المخاطر، بداية من حوادث المرور نهاية بالعنف والاعتداءات التي قد تواجههم من قبل الطائشين، يعرضون على أرباب السيارات ما يحملونه على أكتافهم أو بين أياديهم من بضائع لا يتعدى ثمنها بضعة دراهم…فهم الذين اعتادوا الوقوف كل صباح ومساء… ليمتهنوا لاحقا بيع الكلينكس على أرصفة شوارع مدينة سطات.. ولتهدر الطفولة على قارعة الطريق… ظاهرة أفرزتها الظروف الاجتماعية القاهرة التي تمر منها عروس الشاوية والهروب من شبح التسول المتفشية في الأوساط الاجتماعية…
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=2061
عذراً التعليقات مغلقة