لتلقي العلم والمعرفة والتحصيل، إلى كل من فتحت له مدينة سطات ذراعيها ومنحته الإطمئنان والإستقرار، لقد آن الأوان ليساهم كل من يتوفر على موقع الدعم المادي، والأدبي، والعلمي، في تحديد وتحقيق، الصورة الواقعية التي عرفتها سطات.
الرأي الأول، حسب ماجاء على لسان عدد من الشخصيات المعروفة بمكانتها العلمية في بداية القرن العشرين بخصوص أصل تسمية سطات قولهم لقد تسلطت على عين سطات أو زطاط، جماعة غير معروفة من قطاع الطرق، واللصوص المتمرسين، فمنعوا ورود العين، وحالوا دونها ودون الذين يقصدونها، حيث كانوا يطلبون في غالب الأحيان من كل من أراد الماء دفع اتاوة مقابل حصوله عليه، علما أن كل من امتنع ورفض دفع تلك الضريبة، يقتل نتيجة لذلك شر قتلة.
وفي ذات السياق، أطلق أعضاء هذه الجماعة الطاغية أيديهم في أموال الناس وأمتعتهم، فسرقوا ونهبوا ولم يحترموا في ذلك لا شيخا ولا إمرأة، ولا طفلا، ولا غنيا ولا فقيرا، بل أنهم نصبوا أنفسهم لهذه الغاية وعتوا في المدينة فسادا، حتى أصبحوا مضرب الأمثال في السطو والتسلط، يعبثون بكل الأعراف، لا رادع لهم ولا من يضع حدا لطغيانهم، حتى بلغ خبرهم إلى السلطان، الذي أرسل من يضع حدا لتجاوزاتهم، فألقى عليهم القبض وقطع رؤوسهم الستة عشر.
الرأي الثاني، يروي بعض السكان في ذات السياق، أن مجموعة من طلبة العلم، البالغ عددهم ستة عشر، كانوا يسمعون الشيء الكثير عن جبروت اللصوص المجاورين للعين، المورد المائي الوحيد آنذاك، الذي كان يرتوي منه الجميع، ومن باب تغيير المنكر، الذي يعد أوجب الواجبات الدينية، أجمعوا فيما بينهم بعد طول تفكير ومناقشة، على محاربة تلك الفئة الضالة الطاغية، واتفقوا على الزمكانية التي يلتقون فيها، لتنفيذ خطتهم، فكان لهم أن حملوا على اللصوص، بعد أن باغثوهم واثخنوا فيهم جرحا وتقتيلا، وطهروا العين من جرائمهم التي ملأت أخبار المدينة والمناطق المجاورة والبعيدة، و من باب التكريم و الإعتراف، ورد الجميل، الذي اسدوه ستة عشر طالبا للسكان المنطقة، أطلق عددهم كتسمية على نفس المكان، فأصبح يعرف “بعين السطاش” والتي تغيرت فيما بعد، وتحولت إلى “سطاش” ثم “الزطاط” ف “سطات” هذه الأخيرة التي يراها البعض أنها لفظة بربرية لم يشر إلى معناها.
الرأي الثالث، بخصوص أصل تسمية سطات، رواية أخرى، ترسخت بالمخيال الجماعي لسكان الشاوية الذين اشتهروا بالشهامة والكرم والإيثار، واعتبروها أنها أكثر واقعية والأقرب إلى اصل التسمية، حيث تقول الرواية، أن أصل كلمة سطات هو “زطاط” والزطاط، هو ذاك الشخص المساعد، الذي يزطط الغير فيأخده من مكان الإضطراب، والخوف على النفس والمال، إلى مكان اكثر أمنا واطمئنانا، يطمئن إليه ويجد فيه راحته.
و معلوم آنذاك أنه كان زمن السيبة والتمرد، فكانت الطريق المؤدية إلى الجنوب عموما، وإلى مراكش بصفة خاصة، محفوفة بالمخاطر ومعروفة بوفرة قطاع السبل، واللصوص المتواجدين بقلب الشاوية، فكان دور هؤلاء “الزطاطين” مرافقة الأغيار إلى حيث الأمن والثقة، إلى داع صيتهم “الزطاطين” و بلغ خبر صدقهم، وأمانتهم وشجاعتهم، كل الأرجاء التي لها ارتباط بالشاوية والجنوب، حتى اضحى “الزطاطي” عملة قيمة وجوازا مفتوحا، ومع مرور الأيام تحرك النشاط الإقتصادي في المدينة والناحية، كنتيجة لهذه الحركة الرجولية التي أصبحت تذر على “الزطاطين” أرباحا محترمة، حتى أصبح كل مسافر قاصد الجنوب، أو عابر سبيل، يتداول لفظ “زطاط” إلى أن جرى اللفظ على الألسن باستمرار، لكن مع توالي الأيام و تعاقب الأحداث، لحق التغيير بكلمة “زطاط” فنطق بها البعض “سطات” وانتشرت في الأوساط كلها وحلت محل زطاط ومع ذلك فهناك من الناس من لا يزال إلى حدود الساعة، ينطق “زطاط” عوض سطات وأخص أهالي الجنوب لعلاقتهم بالتجارة والقوافل
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=2132
عذراً التعليقات مغلقة